على رغم الملل الذي طغى على متابعي الساحة الشعبية، من كثرة القصائد والشعراء في الأعوام الأربعة الأخيرة، إلا أن شركات إنتاج كبيرة اتجهت إلى احتكار أسماء شعرية بمبالغ باهظة، وهو ما جعل آخرين يتمنون توقيع عقود احتكار معهم، في حين يرى شعراء أن الاحتكار قد يضر بالشاعر نفسه دون غيره، كونه يجعله تحت تصرف تلك الشركة أو المؤسسة. يقول الشاعر مسفر الدوسري: «أنا لست مع احتكار الشعر ولا ضده، لكن من وجهة نظري في حال وجود جهة تعمل باحترافية ومهنية عاليتين، وتعرف كيفية التعامل مع الشاعر لتوصل صوته بشكل راقٍ بعيد عن الإسفاف المهين له ولشعره، ضمن إطار تعاقدي يحفظ للشاعر قيمته الأدبية وحقوقه المادية فهذا حلم لكل شاعر»، مشيراً إلى أنه في حال وجود شركة أو مؤسسة تملك المهنية الإمكانات المادية والتقنية والتسويقية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور، فهذا يعتبر في مصلحة الشعر والشاعر، وإذا كانت الكعس فتلك كارثة على المحتكر. وذكر الشاعر خالد رافع الذي وقّع عقد احتكار مع شركة «روتانا» أن احتكار الشعراء نظام جديد في حياتهم، بيد أن معظمهم لا يؤيده، كونه تخفى عليهم أمور رسمية في العقود، لافتاً إلى «أن الاحتكار الشعري يكون ناجحاً إذا كان مع شركة لها باع في صناعة النجوم والاستثمار». ويرى الشاعر سعود الحافي أن الاحتكار يستفيد منه الشاعر غير المعروف، أو الذي في منتصف مشواره، كون الجهة التي احتكرته ستدعمه وتسانده في مشواره، من خلال التنسيق لأمسياته ومساعدته في نشر قصائد وطرح ألبوماته. وأكد أن الشركات تكون مستفيدة من عقد الاحتكار، ولا سيما إذا كان الشاعر جماهيرياً أو له حضور جميل جداً، مشيراً إلى أن الموضوع يرجع إلى الشاعر صاحب العلاقات والوساطات، الذي سيستفيد من احتكاره. وأوضح الشاعر بدر الظاهري أنه يوجد تطور ملحوظ يصب في مصلحة الشعر، منه دخول عدد من الشركات الكبرى للنهوض بالشعر وفق خطط احترافية، من خلال احتكار عدد من الأسماء الشعرية البارزة، إذ تقوم الشركة بالعمل بإيجاد فرص الحضور المناسبة للشاعر، بإنتاج إصدارات الشاعر وتوزيعها بشكل مميز، والتفاوض مع الجهات المنظمة للأمسيات الشعرية. وأضاف: «هذا الأمر بحد ذاته أمر مميز يخدم الشاعر، ويصب في مصلحة الشعر وأنا من المؤيدين له، وهو ما تم تطبيقه بشكل فعلي على ارض الواقع، بيد أنه لم يعمل به وفق الخطط المتفق عليها، وكثير من الشركات لا يتجاوز الموضوع توقيع على الورق فقط»، لافتاً إلى أن الشاعر حتى وإن احتكر تجده مستمراً في التفاوض وإيجاد فرص الحضور له بشكل فردي، أو تقديم أفكار يعرضها على الشركه وتقوم بدورها في الحضور بشكل مخجل لا يرقى لمستوى الاحتكار. وأشار إلى أن الاحتكار في بداية الطريق للتجهيز ورسم الخطط لموضوع جديد على عالم الشعر، لكن يجب أن يحظى الشعر بكل الاهتمام. في المقابل، ترفض الشاعرة سماح البلوشي فكرة الاحتكار، لأنه من المفترض أن يرسم الشاعر مسيرته الشعرية من دون أن يكون مقيداً لأي شركة، مؤكدةً أن عدداً من الشعراء بحاجة إلى توقيع عقود احتكار للسير في الشعر.