في الوقت الذي تصاعدت فيه نبرة التحذيرات والاحترازات الحكومية والأمنية لتجنب خطورة زلزال وبراكين منطقة المدينةالمنورة، رفض «سكان محافظة العيص أن ينتقلوا إلى مخيمات الإيواء على رغم سماعهم أصواتاً شبيهة بالرعد». في حين حذّر مسؤولون أمنيون من «أن استمرار الهزات دليل على انفجار بركاني، واحتمال وصولها إلى المدينة». ووزعت المديرية العامة للدفاع المدني على وسائل الإعلام أمس بياناً للتحذير من أخطار الزلازل، محددة إرشادات عدة للتعامل معها في حال وقوعها، فيما اجتمع أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بمحافظ أملج محمد الرقيب ومدير الدفاع المدني في المنطقة ومدير فرع وزارة المالية، لمناقشة ما يتعلق بالهزات في مركز العيص وفي حرة الشاقة وقرية الهدمة في منطقة المدينة، ووجه أمير تبوك الدفاع المدني والشؤون الصحية بوضع خطط مناسبة تحسباً لأي طارئ. كما بدأت توعية المواطنين في المساجد حول ظواهر الزلزال وكيفية تجنب مخاطرها، ووصلت إلى مواقع الخطر المحتملة آليات إسناد متخصصة في الزلازل والإنقاذ من منطقة مكة، إضافة إلى دعم إدارة فرقة محافظة ينبع ب 100 آلية للتعامل مع رفع أنقاض الزلازل، إضافة على وصول 20 سيارة إسعاف إضافية إلى العيص. وتسببت الهزات المتكررة في ضواحي العيص والهدمة والفرع والمرامية في عطب شبكات الاتصالات، الأمر الذي جعل سكان تلك المناطق «يعيشون في خوف وقلق متواصلين من احتمال حدوث أي طارئ». وكشف مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة المدينة اللواء صالح المهوس «رفض سكان العيص أن ينتقلوا ألي أماكن الإيواء، إذ فضلوا التريث على رغم استمرارية الهزات الأرضية حتى مساء أمس منذ نحو 18يوماً»، مشيراً إلى أنهم «يمارسون حياتهم اليومية طبيعياً على الرغم من سماعهم لصوت يشبه الرعد». وقال اللواء المهوس ل«الحياة»: «إن الهزة الأرضية لا خطر منها ولو وصلت إلى خمس أو ست درجات، ومع ذلك فإن استمرار الهزات مؤشر ودليل على انفجار بركاني، وغالباً ما ينشط ويعود إلى الهدوء من دون أن ينفجر»، مشيراً إلى تواصل الاحتياطات وتجنيد رجال الدفاع المدني تحسبا لوقوع أي طارئ. وفي غضون ذلك أكد مدير الدفاع المدني في محافظة ينبع العقيد زهير أحمد هاشم ل«الحياة» أن إدارته على أهبة الاستعداد للتعامل مع الحدث، كاشفاً وصول إسناد آلي متخصص في الزلازل والإنقاذ من منطقة مكةالمكرمة، إضافة إلى دعم إدارة فرقة ينبع ب 100 آلية من المعدات والتجهيزات الفنية المتطورة للتعامل مع رفع أنقاض الزلازل كما تم تجهيز الدعم الإغاثي والإيوائي اللازم لمواجهة أي تطور قد ينتج من النشاط البركاني أو الزلزالي. وقال: «اتخذت كامل الإجراءات الاحترازية المطلوبة لمواجهة النشاط الزلزالي المتغير في محافظة العيص وقرى الهدمة والقراصة ونويبع»، موضحاً أن الخطة التي وضعتها المديرية العامة للدفاع المدني تتضمن حشد الإمكانات الآلية والبشرية المدربة للتعامل مع خصائص الحوادث التي قد تنجم عن الحالات الزلزالية. وأكد العقيد زهير أن الفترة الزمنية للوصول إلى المخيمات غير مهمة، لأن الأهم هو إخراج السكان من منطقة الخطر إلى أقرب موقع آمن. ... مرابطة أمنية لمواصلة المراقبة لا تزال الجهات الأمنية المختلفة مرابطة وتباشر أعمال مراقبة منطقة الزلازل في قرية الهدمة بالقرب من العيص في المدينة، حيث تصاعدت حادثة زلازل المدينةالمنورة واضطرت الجهات الأمنية فجر أمس إلى إخلاء سكان بعض الهجر ونقلهم إلى محافظة العيص حفاظاً على سلامتهم من النشاط الزلزالي الذي شهدته الهجرة. ونصبت فرق الدفاع المدني 500 خيمة مجهزة في الموقع الذي تم اختياره لإيواء الأهالي عند الضرورة، ويقع جنوب شرق العيص ويبعد عنها بمسافة 60 كيلو متراً باتجاه طريق العيص- ينبع. جيولوجيون يجرون مسحاً جوياً كشف مصدر في مدني ينبع ل«الحياة» أن خطط الدفاع المدني لمواجهة مخاطر الزلازل تتضمن المشاركة المباشرة للجهات الحكومية كل بحسب اختصاصه، ووفق ما تتضمنه الخطة من أدوار تفاعلية ومساندة لبعضها البعض، مشيراً إلى تكليف فريق جيولوجي تابع للدفاع المدني للانتقال إلى موقع النشاط الزلزالي، حيث أجري مسح جوي باستخدام الطائرات أولاً للتأكد من عدم وجود انبعاث بركاني في مواقع النشاط الزلزالي وخصوصاً في حرة «ليونير» التي تعتبر الحرة الأساسية. وأكد المصدر أن الفريق الميداني الجيولوجي رفع تقرير نتائجه إلى المديرية، لافتاً إلى أنه تضمن «أن معظم التكوينات الصخرية في المنطقة عبارة عن حرات بركانيه وأهمها حرة «ليونير»، وأن النشاط الزلزالي يتركز حول جبل النار الذي هو جزء من الحرة نفسها، والهزات التي تشهدها المنطقة تعتبر هزات زلزالية مصاحبة لحركة «الصهير» الداخلي لجبل النار التي تتحرك على أعماق مختلفة وتتسبب عادة في إحداث اهتزازات زلزالية مصاحبة لذلك النشاط الحركي الواقع تحت ضغط وحرارة عاليتين جداً». وأكد أن الدفاع المدني بدأ تنفيذ خطته التي تهدف إلى حماية السكان في حال الإخلاء إلى مناطق الإيواء الآمنة.