حذرت قيادات بارزة في مجلس صحوة ديالى من انعكاس حملات الاعتقال التي تنفذها الأجهزة الأمنية بحق عناصر الصحوة على انخفاض نسبة ارتداد مسلحين في تنظيم «القاعدة» التي اعتقلت الشرطة العراقية أمس زعيمها في الأنبار، فيما قتل شاب والديه وأشقاءه الأربعة في جنوب العراق. وشدد قيادي في الصحوة في ديالى طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» على «ضرورة وقف حملات الاعتقال التي طاولت العشرات من قيادات الصحوة لما تسببه من انعكاس سلبي على ظاهرة ارتداد مسلحين ينتمون الى تنظيم القاعدة». وأوضح ان «مقتل زعيمي التنظيم ابو عمر البغدادي وأبو ايوب المصري اعطى المسؤولين احساساً بالاطمئنان» محذراً من ان هذا «الإحساس هش، وعلى الأجهزة الأمنية ان تدرك بأن القاعدة موجودة سواء قتل البغدادي او لم يقتل». من جهته دعا الناطق باسم «قيادة الصحوة» ابو عزام التميمي في تصريح إلى «الحياة» الى «عدم تهميش دور الصحوة في المدينة خصوصاً في ما يتعلق بالحد من الهجمات المسلحة بعد ان تحولت سابقاً الى مشهد يومي متكرر». واعتبر ان «الإنجاز الأمني المتحقق لم يكن ليكون لولا دعم الصحوات وتضحياتها». وكانت قوة امنية اعتقلت قائداً في صحوة بعقوبة لاتهامه بقتل 24 شخصاً والضلوع في عمليات تفجير وتهجير طائفية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن قائد شرطة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري «اعتقلنا المدعو حجي باسم القيادي في الصحوة سابقاً والمتهم بقضايا قتل 24 شخصاً والوقوف وراء اعمال تفجير وتهجير طائفي»، لافتاً الى ان «المعتقل اعترف خلال عملية التحقيق التي ما زالت مستمرة بارتكابه هذه الجرائم». وقال عبد الحسن والد حجي باسم ان «باسم (39 سنة) كان نائب ضابط في الجيش السابق وعمل شرطياً بعد سقوط نظام (صدام حسين) وفي الوقت ذاته كان ينتمي لتنظيم القاعدة» وأضاف ان «زملاءه في الشرطة اكدوا انه كان ينتمي لتنظيم القاعدة». الى ذلك اقر مجلس محافظة ديالى تشكيل لجنة للإشراف على عملية تسليم مطلوبين انفسهم الى السلطات الأمنية برئاسة محافظ المدينة عبد الناصر المهداوي وعضوية قيادات في الأجهزة الأمنية والوقفين السني والشيعي، للإسراع في حسم ملفاتهم وعرضها على محاكم مختصة. وكانت قيادة شرطة ديالى اعلنت ان دائرة الوقفين السني والشيعي وكل المساجد والحسينات ومقرات المصالحة الوطنية هي مواقع لتسليم المطلوبين انفسهم اضافة الى مراكز الشرطة المنتشرة في المدينة مقابل ضمان محاكمة عادلة للمتهمين بارتكاب جرائم. الى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن اللواء بهاء القيسي قائد شرطة الأنبار ان «الشرطة العراقية اعتقلت المدعو خليل ديوان زعيم تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار ومساعده محمد يوسف الأعرجي صباح اليوم (أمس) لدى محاولتهما التسلل الى محافظة بغداد». وأضاف ان «ديوان يعد احد الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم ذهب ضحيتها عراقيون ابرياء». ويعد ديوان، الذي كان يعمل قصاباً ابان النظام السابق، بين قادة تنظيم دولة العراق الإسلامية احد التنظيمات المرتبطة ب»القاعدة». وكانت محافظة الأنبار، وكبرى مدنها الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة» قبل تشكيل قوات الصحوة منتصف ايلول (سبتمبر) 2006، الذي نجح في طرد عناصر تنظيم «القاعدة» والمجموعات المتشددة التي تدور في فلكه. على صعيد آخر، نقلت «فرانس برس» عن الملازم محمد جاسم محمد من شرطة الصويرة (50 كلم جنوب بغداد) ان «شاباً قتل جميع افراد عائلتة المؤلفة من ستة اشخاص، الزوجة والزوج وأربعة اطفال، بالرصاص وهو تحت تأثير المخدرات». وأوضح ان «الشرطة عثرت على جثث الضحايا وهم الأم والأب وأربعة اطفال اقل من عشر سنوات، مقتولين داخل منزلهم الواقع في احدى المزارع التابعة لقضاء الصويرة». وأكد ان «الشرطة اعتقلت القاتل (18 سنة) وهو احد ابناء العائلة، الذي قام بالجريمة وهو تحت تأثير تعاطي المخدرات» رافضاً الكشف عن تفاصيل اخرى. وتقع الصويرة في محافظة واسط كبرى مدنها الكوت (160 كلم جنوب بغداد).