يراهن المنتخب الجزائري على عدد من نجومه لتحقيق الوثبة المأمولة بالمونديال المقبل. ويأتي مجيد بوقرة، قائد دفاعه، في واجهة اللاعبين الأكثر بروزاً مع «الخضر» في الآونة الأخيرة في واحدة من المرات القليلة التي يتحول فيها مدافع جزائري إلى نجم ومحور فلك يدور حوله الآخرون! ويستند بوقرة (مواليد 1982 بفرنسا) في نجاحه إلى بنيته الجسدية القوية وطوله الفارع (1.88م) فضلاً عن قدرته على التصدي للمهاجمين واستخلاص الكرة بسلاسة مطلقة ما أهله للعب لأندية أوروبية أبرزها على الإطلاق رانجرز الاسكتلندي الذي انضم إليه في تموز (يوليو) 2008 قادماً من شيفيلد الإنكليزي. وفي خلال موسمين فقط «تغيرت مسيرته الكروية» – على حد تعبيره- إذ أحرز معه لقب الدوري الاسكتلندي موسمين متتالين (2009 و2010) وكأس اسكتلندا، واختير أفضل لاعب بالنادي موسم 2008/2009 ، وثاني أفضل لاعب بالنادي موسم 2009 /2010، كما اختير هدفه بمرمى يونايتد (7/1) أفضل هدف للنادي هذا الموسم. ولا عجب في ذلك أن يلقبه مشجعو النادي ب «الماجيك» أو الساحر ! مسيرة اللاعب مع المنتخب الجزائري تعود إلى ما بعد أمم أفريقيا 2004 إذ شكل بعدها إحدى ركائزه الأساسية (40 مباراة دولية) ليس بالدفاع فحسب إذ تصدى بأناقة للمهاجمين، لكن بالهجوم أيضاً إذ أسهم بإحراز أهداف حاسمة (3 أهداف) أهمها على الإطلاق هدف التعادل الثاني بمرمى كوت ديفوار في الوقت بدل الضائع بمباراة ربع نهائي لبطولة أفريقيا للأمم التي أقيمت بأنغولا (2010). واستطاع بوقرة أن يجلب إليه الأضواء ويحجبها عن بقية زملائه بالمنتخب بما فيهم كريم زياني الذي كان إلى وقت قريب النجم الأول ل «الخضر» بفضل أناقته باللعب وتمريراته الحاسمة والدقيقة، بيد أن توالي الإصابات عليه وتهميشه بناديه فولسفبورغ الألماني الذي لم يلعب معه منذ بطولة أفريقيا للأمم الأخيرة كانون الثاني (يناير) جعله خارجاً – نسبياً- من رهانات الجزائريين بالمونديال المقبل. وعلى رغم ذلك يفضل سعدان أن يكون زياني (27 سنة) حاضراً بالمونديال لأنه «محور» المنتخب – على حد تعبيره- لدرجة أن الكثيرين يعتقدون أن الأخير يحاول إعمال خططه التكتيكية وفق اللاعب زياني «حتى في أسوأ حالاته». وليس غريباً بعدها أن يطالب المدرب لاعبه بالخضوع لعمل لياقي وتدريبي خاص لتعويض نقص المنافسة أملاً بالاستفادة من خبرته وموهبته بجنوب أفريقيا. وإضافة إلى هذين النجمين، فإن آمال الجزائريين معقودة على الظهير الأيسر نذير بلحاج (27 سنة) الذي «تسيل» موهبته الفذة لعاب عشرات الوكلاء والأندية الأوروبية الكبيرة. وعلى رغم إصابته التي أبعدته عن بورتسموث، خلال نيسان (ابريل) الماضي، إلا أن المتتبعين يتوقعون عودة قوية لصاحب اليسرى السحرية ما يمكنه من أداء مونديال يليق بموهبته ويجعله محطة نحو العبور إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية. ويبقى كريم متمور (24 سنة)، لاعب ما نشغلادباغ الألماني، الذي سيشارك للمرة الأولى كما حال جميع زملائه بالمنتخب، أحد «الأسلحة السرية» بالمونديال مثلما توقعت صحيفة «وورد سوكر» الإنكليزية. وشكل متمور اكتشاف التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال إذ خاض مباريات ذات مستوى عال وتأقلم مع جميع المناصب التي اضطر للعب فيها، لكن ذلك لم يمنعه من التألق وإحراز أهداف حاسمة أبرزها الهدف الأول بمرمى المنتخب الجزائري بملعب البليدة من تسديدة قوية جعلت الحضري أبعد من أن يتصدى لها (3/1).