قالت الأممالمتحدة أمس الثلثاء إن مئات الآلاف من المدنيين قد تنقطع عنهم امدادات الطعام إذا نجحت قوات الحكومة السورية في محاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، وحذّرت من موجة فرار جديدة للاجئين. وتشن القوات السورية المدعومة بضربات جوية روسية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني هجوماً كبيراً على ريف حلب. وتخشى الأممالمتحدة أن يقطع تقدم القوات الحكومية الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية والتي كانت بمثابة شريان حياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في نشرة عاجلة: «إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات إنسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط». وأضاف: «إذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة تقدّر المجالس المحلية أن ما بين مئة ألف و150 ألفاً سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب». وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان إنه بدأ توزيع الطعام في بلدة اعزاز القريبة من تركيا لمساعدة الموجة الجديدة من الفارين من القتال. وقال جيكوب كيرن مدير البرنامج في سورية: «الموقف هش للغاية في شمال حلب مع تنقل الأسر بحثاً عن الأمان». وأضاف: «نحن قلقون للغاية نظراً إلى أن مسارات الدخول والامداد من شمال حلب إلى شرقها والمناطق المحيطة مقطوعة الآن لكننا نبذل كل جهد لتوفير ما يكفي من طعام للمحتاجين وإدخاله من طريق نقاط عبور الحدود التي لا تزال مفتوحة من تركيا». وقال أحمد المحمد وهو مسؤول ميداني في منظمة «اطباء بلا حدود» يدخل يومياً من تركيا الى محافظة حلب، لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف الثلثاء: «تسببت موجة النزوح الأخيرة بالضغط على اكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال اعزاز حتى تركيا». وأعلن مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية ليلة الإثنين ان ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها «الاستيعابية القصوى»، لافتاً إلى نزوح نحو 31 الف شخص من مدينة حلب ومحيطها في الأيام الأخيرة، «80 في المئة منهم من النساء والاطفال». ويضطر العديد من النازحين «للنوم في الشوارع والعراء من دون بطانيات او اغطية» وفق المحمد، الذي يتولى مهمة «مدير الصيدلية والتبرعات» في منظمة اطباء بلا حدود. وأوضح أن منظمات الاغاثة كانت توزع خيماً مخصصة لسبعة اشخاص لكن اكثر من عشرين شخصاً يضطرون للمبيت فيها في وقت لم تعد منازل سكان القرى الحدودية قادرة على استيعاب عدد اضافي من النازحين. وفي بودابست، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا تسمح بدخول اللاجئين السوريين «بطريقة محكومة» وإنها سمحت حتى الآن بدخول عشرة آلاف لاجئ من نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى حدودها في موجة التدفق الأخيرة. وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره الهنغاري خلال زيارة لبودابست إن عدد اللاجئين المتدفقين على تركيا قد يصل إلى مليون شخص إذا استمرت الحملة العسكرية الروسية والحكومية السورية على المعارضة. وفي لاهاي، أفادت منظمتان غير حكوميتين الثلثاء بأن اكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار بعد خمس سنوات من الحرب وأشارتا إلى أن الأزمة «اسوأ بكثير» مما تحدث عنه مسؤولو الاممالمتحدة. وكتبت جمعية «باكس» الهولندية و «معهد سورية» الأميركي ان «المعلومات التي جمعتها حديثاً مبادرة «سيج واتش» (مراقبة الحصار) تُبيّن أن هناك أكثر بكثير من مليون سوري يخضعون للحصار في مناطق داخل دمشق وفي محافظات ريف دمشق وفي حمص ودير الزور وإدلب».