أعلن الكرملين أنه لا يوجد «دليل موثوق به» على سقوط قتلى من المدنيين نتيجة الغارات الجوية الروسية في سورية، وذلك في رد فعل على انتقاد المستشارة الألمانية أنجيلا مركل الحملة الجوية التي تشنها روسيا والتي قالت إنها تسبب معاناة بين المدنيين، فيما قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، إن الضربات الروسية تزيد الوضع سوءاً. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين، إن روسيا ترى أيضاً أن من المستحيل التحدث عن أي وسائل لتحسين العلاقات مع تركيا. ووصف اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن روسيا تشارك في غزو سورية في محاولة لإنشاء «دويلة خاصة» لحليفها الرئيس بشار الأسد بأنه «خطأ وسخيف». وكانت مركل قالت الإثنين إن القصف الروسي أجبر عشرات الآلاف من المدنيين السوريين على الفرار، ولمحت إلى أن هذه الهجمات تنتهك قراراً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافقت عليه موسكو في نهاية العام الماضي. ورداً على تصريحات مركل، قال ديمتري بيسكوف: «رغم سيل التصريحات الهائل هذه لم يقدم أحدها حتى الآن دليلاً واحداً له مصداقية على صحة هذا الكلام». وأضاف أن روسيا ترى أيضاً أن من المستحيل التحدث عن أي وسيلة لتحسين العلاقات مع تركيا التي أسقطت طائراتها قاذفة روسية قرب الحدود التركية السورية في تشرين الثاني (نوفمبر). وزاد: «علاقتنا في أسوأ صورها خلال العقود القليلة الماضية. لقد ارتكبت تركيا أفعالاً عدوانية خسيسة ضد روسيا. لم تفسر تركيا بشكل مناسب أفعالها ولم تعتذر بشكل لائق». وتابع: «من المعروف أن القوات الجوية لروسيا الاتحادية موجودة في سورية بدعوة من القيادة السورية الشرعية. وعلى هذا لا حديث عن أي احتلال بالأمر الواقع لسورية». ودفعت الحرب الدائرة في سورية الملايين للفرار من ديارهم، وكانت محركا رئيسيا لأسوأ أزمة مهاجرين تشهدها أوروبا منذ عقود. وانقسم أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن تدفقات اللاجئين، ولم يتمكنوا من الاتفاق على أسلوب لمعالجة الأزمة. وقال توسك في تصريحات أدلى بها في إطار ترحيبه برئيس وزراء جورجيا الجديد جورج كفيريكاشفيلي لدى وصوله إلى بروكسل: «تصرفات روسيا في سورية تزيد موقفاً سيئاً جداً بالفعل سوءاً... وكنتيجة مباشرة للحملة العسكرية الروسية، يكسب نظام الأسد الإجرامي أرضاً وتخسر المعارضة المعتدلة أرضاً ويفر مزيد من اللاجئين إلى تركيا وأوروبا».