حذّر أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف من «كوارث» في ما لو استمر هطول الأمطار على الرياض بالمعدل، الذي كان عليه خلال اليومين الماضيين، متهماً وزارة المالية بعدم اعتماد مبالغ كافية لإنجاز شبكات تصريف السيول. واعتبر أن مياه السيول لا يمكن أن تشفط بالصهاريج. وقال في مؤتمر صحافي عقب الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس البلدي لمدينة الرياض لمناقشة مشاريع تصريف سيول العاصمة أمس: «هناك رداءة في التعامل مع السيول في مدينة الرياض، وشبكة التصريف ليست جاهزة لاستقبال كميات الأمطار»، لافتاً إلى أن شبكات صرف السيول تغطي 30 في المئة من مساحة الرياض فقط، إضافة إلى أن المخططات التي لم تبنَ حتى الآن أسهمت في تدفق السيول وتغيّر مساراتها وسرعتها، كما حدث في الكثير من أحياء شمال الرياض وشرقها. وأكد ابن عياف أن ما يُعتمد من وزارة المالية لا يمثل سوى 15 في المئة من حاجات المدينة لإنشاء شبكة تصريف مياه السيول، وتابع: «الاعتمادات التي طلبت من وزارة المالية منذ عام 1401ه حتى 1416ه لم توفّر لشبكات تصريف السيول إطلاقاً، ومنذ عام 1418 حتى 1430ه كانت الاعتمادات غير كافية». وتطرق إلى أن واديين رئيسيين يمران بالرياض، الأول وادي حنيفة وهو عميق، والثاني وادي السلي المنبسط، مضيفاً أن «الأمانة» بدأت في ترتيب وادي السلي من الجهة الجنوبية للحفاظ عليه. وضرب مثالاً على دور «أمانة الرياض» في الحد من السيول «تعرض مخرج 13 يوماً من الأيام للغرق بسبب كميات أمطار أقل بكثير مما شهدته الرياض أخيراً، والآن لم تحدث فيه أية مشكلات». ولفت إلى أن بعض الأحياء في الرياض لم تحدث فيها أية مشكلة مثل الملز والمعذر، بسبب شبكات تصريف السيول فيها، ومحيط الأحياء التي بجوارها. وزاد: «مشاريع شبكات السيول هي شبكات متكاملة، وإذا أردنا الاستفادة من الشبكة فلا بد من ربطها بقناة رئيسية إلى الوادي، وكذلك لا بد ألا تتعرض شبكة السيول في أي حي لمياه سيول من أحياء أخرى، أي لا بد من إنشاء شبكات متكاملة في جميع الأحياء، وكذلك العمل على صيانتها، والتواجد في أوقات الأمطار مع الفرق الميدانية، لتنظيمها ومتابعتها وإزالة أي مشكلات تواجهها». وأكد أمين منطقة الرياض أن «الأمانة» اجتهدت واستنفرت كامل طاقاتها، وباشرت 200 منطقة بكامل جاهزيتها وبمضخات متنقلة و100 صهريج للمياه في أنحاء العاصمة كافة، لكنه شدد على أنه لا يمكن للصهاريج أو المضخات في العالم أن تنزح مياه السيول. وتابع: «السيول تظهر بعض المشكلات كما هي الحال في طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، الذي حدث فيه هبوط كبير، وتبيّن أن هناك خللاً، فالمقاول الذي باشر المشروع هو مقاول صرف صحي، وعملت شركة المياه الوطنية على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه خلال ساعات». ولفت إلى أن التعويضات مسؤولية الدفاع المدني، وكذلك عدد الضحايا الذين بلغوا اثنين، الأول بسبب تماس كهربائي شرق الرياض، والثاني غريق وادي حنيفة الذي تم العثور على جثته. ودعا ابن عياف إلى مواكبة نمو الرياض العمراني سريعاً، عبر القيام بمشاريع البنية التحية، وشبكة تصريف سيول بشكل عاجل.