رغم الهزيمة الانتخابية التي تلقاها في ولاية أيوا، لم يبارح دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مكانته المحورية على مواقع التواصل الاجتماعي. واستمر رجل الأعمال المثير للجدل في استحقاق لقب «سيد مواقع التواصل» دون منازع، مع أنه امتنع لساعات عن عادة التغريد على «تويتر» بعد إعلان فوز السيناتور تيد كروز، ابن المهاجر الكوبي، بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في أيوا وتقدمه على ترامب بأربع نقاط. وخلال غيابه عن الفضاء الإلكتروني استعان المناهضون لترامب بتغريدة له على «تويتر» يعود تاريخ نشرها إلى كانون الأول (ديسمبر) 2013 يقتبس فيها الثري الأميركي عن والتر هاغن قوله: «لا أحد يذكر من يأتي في المرتبة الثانية». وقد شارك آلاف المغردين على «تويتر» في إعادة نشر هذه التغريدة فور إعلان النتائج وتعليقاً على احتلال ترامب المرتبة الثانية، وهو الذي احتل المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي طوال الأشهر الماضية. وانتقلت تلك التغريدة بسرعة إلى شاشات التلفزة وكبريات الصحف الأميركية، ما استدعى من ترامب عقد مؤتمر صحافي موسع في نيوهامبشاير حيث ما زالت استطلاعات الرأي تظهر تقدمه الكبير على منافسيه من مرشحي الحزب الجمهوري. وفي تغريدة على «تويتر»، رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة واتهم منافسه كروز بالتزوير و «سرقة الانتخابات بطريقة غير شرعية». وبعد تعليقات المدونين التي أشارت إلى خطورة هذا الاتهام وتداعياته القانونية، أعاد ترامب صياغة التغريدة حاذفاً عبارة «غير شرعية». على صعيد المعركة الانتخابية في الحزب الديموقراطي، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في حملة المرشح بيرني ساندرز. وعزا المراقبون القوة المتصاعدة لحملته الانتخابية إلى الشباب الناشطين الذين أعطوا الحملة الدعائية زخماً ونشاطاً، وخصوصاً من خلال اعتمادهم على مواقع التواصل للتنظيم والتنسيق وحض الناخبين على المشاركة في عملية الاقتراع. وقد سجلت انتخابات أيوا مشاركة عالية في أوساط الحزبين الديموقراطي والجمهوري وصفت بالتاريخية. وأثمر استخدام الناشطين المؤيدين لساندرز تطبيقاً صمم خصيصاً للحملة الانتخابية، سهولة في تنظيم التواصل بين الناشطين والأنصار وجمهور الناخبين، وضمن تدفقاً سهلاً للمعلومات بين الناشطين في حملة المرشح الديموقراطي «الاشتراكي» على مستوى كل الولايات الأميركية. ومن خلال شبكة التواصل الواسعة التي أمنتها منصة حملة ساندرز في الفضاء الإلكتروني، تم تسجيل رقم قياسي لسرعة جمع التبرعات من الأفراد لتمويل الحملة الانتخابية. وخلال ساعات قليلة ليلة الانتخابات في أيوا جمع ناشطو ساندرز عبر الإنترنت أكثر من 10 ملايين دولار. وتحرر هذه السهولة في التواصل الحر مع الجمهور في الفضاء الإلكتروني، واستخدام التكنولوجيا المعلوماتية الحديثة لتسهيل عملية تبرع الفرد بمبلغ قليل من المال لا يتجاوز 20 دولاراً، المرشح الرئاسي من سطوة اللوبي المالي ونفوذه على رجال السياسة الأميركيين من خلال دفع التبرعات لهم وتمويل حملاتهم الانتخابية.