أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدكتور أبوبكر باقادر ضرورة التبادل الثقافي وتعزيزه ونشره من دون أي قيود أو حدود، مشدداً على أن وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة بوكالة العلاقات الثقافية الخارجية، حريصة على «تشجيع المبدعين والتعريف بإبداعهم في الحقول والعلوم الثقافية كافة». وقال إن الوكالة تأمل بأن يستجيب اتحاد الدول الأوروبية في إقامة مناشط وفعاليات من أهدافها تنشيط أواصر التعاون الثقافي بينهم وبين المملكة، «مثل إقامة الأسابيع الثقافية للدول الأوروبية داخل المملكة، والمشاركة في مهرجان التراث والثقافة في الجنادرية، وأيضاً في معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً في الرياض». جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «العلاقات الثقافية بين أوروبا والمملكة العربية السعودية، ماضيها وحاضرها ومستقبلها»، نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالتعاون مع سفارة مملكة إسبانيا في الرياض والمفوضية الأوروبية في المملكة، وشارك فيها إضافة إلى باقادر كل من السفير الإسباني لدى المملكة بابلو برابو، ورئيس المفوضية الأوروبية لدى المملكة السفير لويجي ناربون. وتحدث باقادر عن دور الإسلام في نقل واقع مختلف إلى سواحل أوروبا إبان انتشاره، «كما أسهم في بناء حقول التعليم والإنسانيات، وهو ما كان له الأثر في الحضارة الحديثة». واعتبر أن الظروف السياسية لها دور في دعم العلاقات الثقافية، ما أسهم في المزيد من التفاعل والتأثير في حياة الأوروبيين. وقال إن هدف وكالة الثقافة ربط المملكة بالعالم الخارجي، «وهذا مظهر من مظاهر التحديث في المملكة، وذلك عبر إتاحة المجال للفنانين والمبدعين للتعرف على تراث المملكة، وكذلك تعريف العالم بأعمال الكتاب والفنانين السعوديين، وفتح المجال للتعرف على ثقافة الشعب السعودي عن كثب»، مشيراً إلى الأسابيع السعودية التي تقام في الخارج ودورها في إيضاح صورة المملكة لدى الغربيين، «أقمنا أكثر من أسبوع ثقافي في الأرجنتين وأوزبكستان وأذربيجان وتونس وغيرها، وذلك عبر تقديم الفلكلور الشعبي وعروض الفنون المختلفة والمعارض الفوتوغرافية ومعارض خاصة بالفن الإسلامي والتعريف بالحرمين الشريفين، إضافة إلى معارض خاصة بالطفل ومستلزماته». وعلّق السفير لويجي تاربون على مستقبل العلاقات السعودية - الأوروبية، فقال: «بطبيعة الحال هذه العلاقات وأهمها البعثات الطلابية والأكاديمية، تعد تواصلاً حقيقياً بين المملكة والاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أنه يطمح إلى توسّع دائرة الوزارة في برامجها «وذلك من أجل أن تشمل أوروبا، لإتاحة الفرصة لها للتعريف بطباعها وثقافتها وتتواصل مع الناس أكثر، كون الهدف من هذه المعارض هو التواصل بين الناس على المستوى الشعبي في المقام الأول». واعتبر لويجي أن اختيار الملك عبدالله إسبانيا لإطلاق الحوار العالمي «لهي حكمة عالية منه وتشريف يعطي دلالاته على ضرورة احترام الأديان والثقافات». وقال الأمير تركي الفيصل ل«الحياة» إن هذه الندوة «تجسّد التعاون المشترك بين المملكة والاتحاد الأوروبي، من أجل التواصل الثقافي بينهما، وهذا بدوره يخدم المصالح المشتركة بين الدول سواء على المستوى السياسي أم الاقتصادي».