علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في الاممالمتحدة ان الاجتماع الذي ضم امس مجموعة من السفراء العرب مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن تناول البحث في عقد مؤتمر لمناقشة كيفية تنفيذ القرار الدولي الرقم 1995 والمتعلق باقامة منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط. وشمل الاجتماع الذي حضره عن الجانب العربي كلا من لبنان وليبيا ومصر والجزائر والجامعة العربية بحثا موسعا في الفكرة الروسية عقد مؤتمر حول تنفيذ القرار. وقالت المصادر ان اجواء الاجتماع اتسمت بالمرونة والايجابية. واوضحت مصادر اوروبية انه ليس لدى الاوروبيين شروط مسبقة لتنفيذ القرار وربطه بعملية السلام. واعتبرت ان المؤتمر المزمع عقده يجب ان يتعاطى مع جوهر المشكلة والتوصل الى حل وسط مع الجانب العربي. علما ان هذه الاجتماعات ستستمر في الايام المقبلة. وجاء الاجتماع على هامش مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي في الاممالمتحدة . وأعربت السعودية، في كلمة القاها رئيس وفدها نايف بن بندر السديري امام المؤتمر عن قلقها ازاء تعثر المفاوضات بين مجموعة الدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وبين ايران، ودعت الى ضغط دولي على اسرائيل لدفعها الى الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي واخضاع منشآتها لنظام الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال السديري ان المملكة تتابع «المفاوضات الجارية بين مجموعة الست وايران حول برنامجها النووي والتي لا زالت متعثرة، وهذا يدعونا الى القلق». واضاف: «من المهم تشجيع الجانب الايراني على مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبيل جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل». واكد ان «هذا لا يمكن تحقيقه سوى عن طريق التعاون والشفافية»، معرباً عن امل السعودية في ان «تواصل ايران تعاونها البناء والسير قدماً في هذا التوجه، ما يشكل خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة والذي هو جزء من منظومة الامن والاستقرار الدوليين». ولفت السديري الى أن «عدم الضغط على اسرائيل لتنفيذ ذلك فوراً سيؤدي الى المزيد من التهديد لمنطقة الشرق الاوسط واستقرارها، وربما الى سباق تسلح نووي العالم في غنى عنه». وأكد أهمية انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط، مشيرا أن «استتباب الامن والاستقرارفي اي منطقة لا يأتي من طريق امتلاك اسلحة ذات دمار شامل، بل يمكن تحقيقه من طريق التعاون والتواصل بين الدول والسعي نحو تحقيق التنمية والتقدم وتجنب السباق في ذلك السلاح الرهيب»، معتبراً أن «حيازة اسرائيل اسلحة نووية يشكل عقبة اساسية امام تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة». وفي فيينا (ا ف ب)، طلب امانو من الدول ال 151 الاعضاء في الوكالة تزويده بأفكار لإقناع اسرائيل بالتوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي، ودعا في وثيقة تحمل تاريخ السابع من نيسان (ابريل) وموجهة الى وزراء خارجية الدول الاعضاء في الوكالة، الى «اطلاعه على كافة وجهات نظر حكوماتهم» في هذا الشأن. وكان المؤتمر العام السنوي الأخير الذي عقدته الوكالة في ايلول (سبتمبر) 2009، تبنى بصعوبة قراراً بعنوان «القدرات النووية الاسرائيلية» طلب من اسرائيل «الانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي ووضع كافة منشآتها النووية تحت اشراف الوكالة الذرية في اطار اجراءات الحماية».