يدرك مهاجم منتخب المغرب ونادي بوردو الفرنسي لكرة القدم مروان الشماخ التحدّي الذي ينتظره الموسم المقبل في صفوف آرسنال الإنكليزي. ويبدي استعداده لمواجهته وتحمّل الفراق عن محيطه وأسرته، وسنواته «الجميلة» في بوردو، والتي أسهم في حمل لقب الدوري الفرنسي إلى خزائنه في الموسم الماضي، وبلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وعملياً، ينتهي عقد الشماخ (26 سنة) مع بوردو مع نهاية الموسم الحالي. وقد أكدّ انتقاله رسمياً إلى صفوف آرسنال، معرباً عن سعادته لدخول «أجواء الكرة الإنكليزية»، لأنه «أمر مدهش». وكان كشف في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ليكيب» الفرنسية الواسعة الانتشار أن «آرسنال لم يكن النادي الوحيد الذي أعلن عن رغبته في التعاقد معي، وتلقيت عروضاً من ليفربول وتوتنهام وأخرى من روسيا أعلى قيمة من عروض الأندية الإنكليزية، لكن اهتمامي منصب على اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز». وأوضح: «عرض علي بوردو تمديد عقدي وكان عرضاً من الصعب رفضه من الناحية المادية، لأن الأرقام كانت متقاربة جداً مع ما عرضه علي آرسنال (بلغ عرض آرسنال 7 ملايين يورو في الصيف الماضي)». وزاد: «لطالما عشقت طريقة لعب آرسنال, بالطبع أدرك تماماً أنه يتعيّن علي التأقلم، لكنني أملك خبرة التمريرات القصيرة من خلال لعبي إلى جانب يوان غوركوف». ودّ وتعاون ويوصف الشماخ ب»الرجل الصالح»، وهو دائم الابتسامة و»مستثمر جيد» في مجتمعه. ويقول والده مصطفى «أولادي ودودون جميعهم، لكن مروان أفضلهم، فهو وديع في محيطه وأسرته ولم يغضبني يوماً». والمقربون من مروان يؤيدون هذا الانطباع ويزيدون عليه، خصوصاً أن النجم المغربي متعاون «واجتماعي جداً» بحسب تأكيد صديق الطفولة نوردين ممتاز، «وهو شخص خجول لكنه مثابر». تتألف أسرة مصطفى وفاطمة الشماخ من خمسة أولاد، هم صلاح (28) ومروان وأنور (25 سنة) وياسين (22 سنة) والصغيرة آمال (12). هاجرت العائلة من المغرب عام 1980، والوالد لاعب كرة سابق كان يعمل في البناء، انتقل في المهجر إلى مجال الزراعة فاستثمر بستان خوخ (13 هكتاراً) في ايغوييون (لوت أي غارون – 180كلم من بوردو). ويبدي مروان تعلّقاً بايغوييون، مسرح طفولته، حيث اشترى أرضاً ومنزلاً. فهناك عرف بدايته الكروية وخطا أولى خطوات التفوق فضمّ إلى مركز ميرامون دو غويين، مركز الإعداد الرئيس لنادي بوردو، حيث يعتمد منهاج الدراسة والرياضة. ويذكر عبدل بن داحو، أحد مدربيه الأوائل، أن مروان كان متفوقاً في صفه (فئة دون ال13 سنة). ويضيف: «كان دائماً مجتهداً ومتعاوناً سعياً إلى النجاح»، ويلفت إلى أنه «لم يكن الأكثر تفوقاً أو الأفضل في البداية، لكن نموه الفني اكتمل سريعاً لأنه طموح». ولا يزال مروان يزور تلك «المدرسة» كلما سنحت له الفرصة ويشجع فريقها، وقبل موسمين أهداه لباساً كاملاً، كما زوّد المدرسة هذه السنة بتجهيزات عدة. ويعيش مروان في بوردو مع شقيقيه أنور وياسين، وقد ساعدهما على الانطلاق في عملهما الخاص في مجال المطاعم والضيافة. وتتميز عائلة الشماخ بتعاضدها الشديد في السراء والضراء. ويفضّل مروان الراحة في المنزل خارج أوقات التدريب والمباريات، حيث يتابع برامج كرة القدم ومبارياتها. كما يجالس الأصدقاء ويتناول الطعام معهم. ويكشف الصديق نوردين أن «الحلقة الضيقة» بالشماخ تلقبه ب»كوالا» «فهو مثل هذا الحيوان يحب النوم كثيراً»، ويضيف: «لا أبالغ إذا قلت أنه يصعب أن تجد فيه عادة سيئة. فقط أجده كتوماً أحياناً فضلاً على انه لجوج في إصراره على ما يرغب في تحقيقه ويتصرّف معنا على هذا الأساس، وكأنه مدرب. لذا نقول له لا تعتقد نفسك لوران بلان (مدرّب بوردو)». وينشط الشماخ أيضاً في مجال تقديم مساعدات إلى مرضى المستشفيات والمسنين، ورابطة المحاربين المغاربة القدامى في الجيش الفرنسي، وقد شاركهم أخيراً في غداء ورقص مع بعضهم ورفّه عنهم. ويؤكد الشماخ أنه سيحافظ على عاداته خلال مسيرته المقبلة مع آرسنال، مبدياً تصميماً صريحاً على النجاح. وسيكون شقيقاه أنور وياسين رفيقي دربه في العاصمة البريطانية على الأقل في المرحلة الأولى من «مغامرته» مع ال»غانرز».