أعلنت البحرين أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سورية، في إطار التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، بعد يوم من إعلان السعودية تعهداً مماثلاً، الأمر الذي رحّبت به وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) وانتقدته دمشقوطهران. وتدعو الولاياتالمتحدة منذ أسابيع عدة، شركاءها في التحالف الدولي ضد «داعش» إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد المتطرفين. كما وتنظّم اجتماعاً في بروكسل الأسبوع المقبل، لوزراء دفاع 26 دولة مشاركة في التحالف والحكومة العراقية لمناقشة تلك الجهود. وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر: «نرحب بإعلان السعودية أنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف» ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار إلى أنه «في ما يتعلق بالقوات التي يمكن السعوديين إرسالها، والتي من شأنها أن تكون مفيدة، فالأمر لا يزال قيد المناقشة». وضاعف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، في الآونة الأخيرة، من دعواته إلى التحالف، خصوصاً إلى دول الخليج، لزيادة مساهمته ضد «داعش». وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إن اقتراح الرياض المشاركة في عملية برية محتملة في سورية «مهم» نسبة إلى القدرات التي يستطيع السعوديون تقديمها، لكن أيضاً بالإشارة التي أطلقوها. وأضاف أن «هذا يمكن أن يكون حافزاً لتشجيع بلدان أخرى في المنطقة لبذل مزيد من الجهد». وقال سفير البحرين لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، في بيان، إن البحرين يمكن أن تساهم بقوات تعمل «بالتنسيق مع السعوديين» تحت ما وصفه بقيادة عسكرية موحّدة لدول الخليج العربية. ولفت وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق السبت: «أي تدخل بري في الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتّب مقاومته التي تصبح واجباً على كل مواطن سوري». ومساء الخميس، أعلن العميد أحمد عسيري، الناطق باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويشنّ عملية عسكرية في اليمن، أن الرياض مستعدة للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد «داعش» في سورية. وقال: «إذا كان التحالف يرغب في إطلاق عملية برية، فسنساهم إيجابياً في ذلك». كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس، أن لديها «أسباباً جدية» تحمل على الاعتقاد بأن أنقرة تعد «لتدخل عسكري» في سورية. لكن مسؤولين أتراكاً نفوا ذلك واتهموا موسكو بالقيام ب «دعاية مضادة». في طهران، أعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، السبت، وفق ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء، خلال تشييع ستة إيرانيين قتلوا في سوريا لمشاركتهم في المعارك الى جانب قوات النظام، أن السعوديين «أعلنوا أنهم سيرسلون قوات الى سورية. لا نعتقد أنهم سيتجرأون على القيام بذلك لأن جيشهم كلاسيكي، والتاريخ أثبت أن لا قدرة على مواجهة مقاتلي الإسلام». وبين القتلى الإيرانيين الستة، هناك مسؤول في الحرس الثوري هو الجنرال محسن قاجاريان. وقال جعفري إن «سياسة إيران لا تقوم على إرسال أعداد كبيرة للمشاركة في المعارك في سورية»، إلا أنه أضاف «أن لدى عناصر الحرس الثوري ما يكفي من الشجاعة للوجود على الأرض». وحذّر الرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي، من خطر نشوب حرب إقليمية في حال أرسل السعوديون جنوداً الى سورية. وقال: «في هذه الأوضاع، سيكون من المحتمل قيام حرب إقليمية كبيرة بين روسيا وتركيا والعربية السعودية وسورية وبعدها الولاياتالمتحدة».