يعتزم اتحاد «القوى الوطنية» السنّي إطلاق مبادرة للتعايش السلمي في العراق اليوم، فيما قال قادة سنّة إن خريطة الطريق الحقيقية تبدأ باتخاذ القرار الحقيقي، وهو القبول بالمصالحة للخروج من الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد منذ 2003. وأعلن عضو لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية، عبدالعظيم العجمان، في مؤتمر صحافي، «إطلاق مبادرة التعايش السلمي في العراقي»، مشيراً إلى أن «هناك مستفيدين من الأزمة والصراعات الطائفية الراهنة، لتفكيك البلاد وبعثرتها وتخلّفها في جميع المجالات، وهدر المصالح». وأشار العجمان إلى أن «حسم ملف التنوع واختلاف الهويات وإدارته في شكل سليم ليكون مورداً ثقافياً وإنسانياً وحضارياً وتنموياً للعراق، سيشكّلان الخطوة الأولى نحو الاستقرار». وأكد أن «المستفيد من الصراعات منذ عام 2003 ولغاية اليوم، هو الإرهاب والمافيات والأجندات الخارجية». ودعا إلى «ضرورة الوقوف في وجه جميع هذه التحديات وإعلان ميثاق العيش المشترك ضمن إطار وثيقة رمضان 2015، استناداً إلى المبادئ والأسس التي وضعت في الوثيقة الوطنية». وأوضح أن «العراق اليوم أمام محور الاعتدال لإيقاف سفك الدم العراقي وهدر المال العام وإدارة التنوع في البلاد»، مبيناً أن «هذا المؤتمر سيختلف عن غيره، بل هو جبهة عراقية واسعة مجتمعية وسياسية تستند وتمثّل محور الاعتدال لمواجهة التطرف الذي يدفع الى التفكيك والانقسام والعنف». وأكد النائب عن «تحالف القوى العراقية» عبدالرحمن اللويزي، ل «الحياة»، أن «اجتماعاً لأعضاء القوى السنّية انعقد في حضور المجمع الفقهي السني في جامع ومرقد الإمام أبو حنيفة أول من أمس، للاتفاق على خريطة طريق تفضي إلى إنهاء خلافات الشأن السياسي العراقي الداخلي، وأنه تم تكليف المجمع الفقهي للتوسط في إنهاء الخلافات السياسية بين القوى السنّية، كما ركّز الاجتماع على أهمية إعداد وثيقة سياسية بدعم مراجع الدين المحايدة لإنهاء الخلافات السياسية بين القوى العراقية كافة». ودعا اللويزي «قادة القوى السنّية إلى توحيد الموقف، خصوصاً أن المحافظات التي يسيطر عليها داعش مناطق سنّية تستوجب توحيد الموقف السياسي». ورحّب «التحالف الوطني» بالمساعي لحل الخلافات السياسية بين القوى العراقية، والإجماع على وحدة الكلمة، معتبراً اجتماع القوى السنية بالمجمع الفقهي لإنقاذ الوضع السياسي «خطوة في الطريق الصحيح». وقال النائب عن «ائتلاف دولة القانون» محمد الصيهود، ل «الحياة»، إن «التحالف مع أي مبادرة تطرح لإنهاء الخلافات السياسية المستمرة منذ تشكيل أول حكومة عراقية بعد الحاكم الأميركي بول بريمر، خصوصاً أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية توجب على جميع الأطراف الاتفاق على إنهاء أزمات من شأنها إضافة مزيد من التعقيدات الى الوضع السياسي العراقي». إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان سليم الجبوري، في كلمة خلال حفل في بغداد أمس، أن «العراق فقد الكثير خلال مسيرة ترسيخ الديموقراطية والسلم وبناء الدولة، ودفع ثمناً باهضاً لهذا الهدف الكبير». وأوضح «أن ذلك الثمن كان من عمر العراقيين وأموالهم التي ضاعت بسبب سوء الإدارة والفساد والإرهاب والتخريب». وكان الجبوري أعلن الجمعة، عقب زيارته المجمع الفقهي العراقي في جامع ومرقد الإمام أبو حنيفة النعمان بمنطقة الأعظمية شمال بغداد، فور عودته من الولاياتالمتحدة الأميركية، عن طرح وثيقة للتعايش السلمي بين الأطياف الاجتماعية والعشائرية والقوى السياسية في البرلمان، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب ترتيب الأولويات.