كرر الفتح والخليج السيناريو ذاته في الموسم المنصرم، عندما عثرا النصر والأهلي الوصيف في ذلك الموسم، إذ أعاد إلى الأذهان السيناريو نفسه، بعدما أجبر الفتح مضيفه الهلال (المتصدر)، بالتعادل بثلاثة أهداف لمثلها، ولم تدم فرحة الأهلاويين كثيراً بعدما نجح الخليج في إجبارهم على الخروج بالتعادل بهدف لمثله، لتستمر الصدارة هلالية بفارق (نقطتين). اللقاء بدأ بسيطرة ميدانية هلالية بحثاً عن افتتاح التسجيل، مع محاولات للفتح الذي اعتمد على المرتدات وبينيات البرازيلي إيلتون خوزيه الذي تمكن من تسجيل الهدف الأول عند الدقيقة الخامسة ومن طريق ركلة حرة غير مباشرة. حاول بعدها الهلال إعادة توازنه، حينما واصل ضغطه على مرمى الفتح، وسيطر على مجريات اللقاء، لكن من دون أي إيجابية مع تماسك دفاعات الفتح طوال مجريات الشوط الأول الذي انتهى بتقدم الفتح بهدف من دون مقابل. ومع بداية الشوط الثاني أجرى مدرب الهلال اليوناني دونيس تغيراته الأولى حينما استعان بالمهاجم ناصر الشمراني ولاعب خط الوسط نواف العابد بدلاً من عبدالله عطيف ومحمد البريك، ما أوجد تحركات هجومية هلالية بحثاً عن المعادلة مع استغلال سرعة ناصر الشمراني الذي وقع في فخ التسلل مرتين في الدقائق العشر الأولى من زمن الشوط الثاني، في المقابل كان للفتح بعض المحاولات التي قاد إحداها البرازيلي إيلتون حينما سدد كرة قوية من الجهة اليمنى لمرمى الهلال تصدى لها خالد شراحيلي بسهولة. وفي الدقيقة 55 شكّل الهلال خطورة على مرمى الهلال عبر كرات متبادلة بين محمد الشلهوب ونواف العابد الذي عكسها على رأسية البرازيلي إدواردو الذي نفذها جميلة ولكنها اعتلت مرمى الفتح. وفاجأ فريق الفتح في الدقيقة 58 الهلاليين حينما استغل مهاجم الفتح فالكون خيميز تمريرة ذكية من منتصف الملعب من أقدام البرازيلي إلتون، لينفرد بمرمى الهلال ويخطف الهدف الثاني بكرة سددها من تحت أقدام حارس الهلال خالد شراحيلي. وفي الدقيقة 64 تمكن فريق الهلال من تقليص النتيجة من طريق تسديدة قوية للاعب عبدالله الزوري مترجماً فيها ضغطاً قوياً على مرمى الفتح في الدقائق التي سبقت الهدف. ونجح الهلاليون في تقليص الفارق عند الدقيقة 74، حينما تبادل ياسر القحطاني وناصر الشمراني التمريرات داخل منطقة ال18 ليسددها الشمراني في مرمى الفتح معلناً هدف التعادل، إيلتون خوزيه رفض تلك المعادلة ليعود من جديد إلى زيارة شباك الهلال في هدف ثالث عند الدقيقة 79 من طريق ركلة حرة مباشرة نفذها بذكاء وعلى يسار حارس الهلال خالد شراحيلي. مهاجم الهلال كارلوس إدواردو استغل كرة عادت إليه بالخطأ من دفاعات الفتح وداخل منطقة ال18 عند الدقيقة 84، ولكن سددها أعلى من مرمى الفتح، وفي الدقيقة 89 أشهر حكم اللقاء فهد المرداسي الكرت الأحمر لمدافع الفتح أحمد المبارك بعد لمس الكرة في تسديدة نواف العابد. عبدالله الزوري للمرة الثاني يعود ب«الزعيم»، حينما رفض نهاية اللقاء وفريقه خاسر نقاطها ليستقبل عكسية جميلة من المهاجم ناصر الشمراني الذي توغل داخل دفاعات الفتح عند الدقيقة 93 لينفذها عبدالله الزوري رأسية قوية داخل شباك الفتح ومعلناً هدف التعادل. الأهلي - الخليج بدأ الأهلي ضاغطاً رغبة في التسجيل الباكر، إلا أن الضيوف رتبوا أوراقهم وكثفوا من منطقة الوسط لعزل خط هجوم الأهلي عن وسطه، وعمد مدرب الخليج جلال قادري فرض رقابة على عمر السومة ومنعه من الكرات الرأسية، إلا أن الكلمة الأولى كانت من طريق عقيل بالغيث الذي تلقى كرة بالمقاس من ضربة حرة من اليوناني فيدفا حولها في مرمى حارس الخليج مسلم آل فريج في الدقيقة (11). وعاد الأهلي إلى تكرار ضغطه الهجومي مستغلاً حال الارتباك التي سادت دفاعات الخليج. وفرط فيدفا في تعزيز النتيجة في الدقيقة (26) بعد مواجهته للمرمى إلا أن تباطؤه أبطل مفعول تلك الكرة. حاول الأهلي استدراج خصمه لترك الدفاع ومنحوه فرصة للتوغل في ملعب الأهلي، ودفع الأهلي ثمن تلك الجرأة بعد أن نجح مدافع الخليج بوبا من تعديل النتيجة في الدقيقة (34)، بعد تمريرة من أبوبكر سيلا حولها في مرمى ياسر المسيليم معيداً المباراة إلى نقطة البداية. وبدأ الأهلي الشوط الثاني ضاغطاً كسابقه وكاد مهاجمه السومة أن يضع فريقه في المقدمة بكرة اصطدمت برجل مدافع الخليج بوبا حولها إلى خارج المرمى في الدقيقة (50)، وطالب الخليج بضربة جزاء لمصلحة عبدالله السالم في الدقيقة (53) لم يأمر معها الحكم الطرير بشيء، وحاول فيدفا من كرتين التسجيل إلا أنه أخطأ المرمى في كلاهما. ومع دخول نصف الساعة الأخيرة ضغط الأهلي وحاصر الضيوف في منتصف الملعب، وعلى رغم الركنيات المتتالية إلا أنها مرت من دون أية خطورة. وظهرت الضغوط النفسية على لاعبي الأهلي الذين كثرت أخطاؤهم في تمرير الكرة، وفي الدقائق الأخيرة، رمى كلا المدربين بالأوراق الرابحة، إلا أن المباراة انتهت بنتيجة الشوط الأول.