قال مسؤول في الأممالمتحدة يشارك في ترتيب محادثات السلام السورية لتلفزيون «رويترز» أمس الجمعة أن المنظمة الدولية لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من المحادثات التي تأمل أن تبدأ بحلول 25 شباط (فبراير) الجاري. وقال رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «لن تكون هناك دعوات أخرى ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف». وجاءت تصريحاته بعد اجتماعه مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة التي وجهت إليها الدعوة لحضور المحادثات كأفراد وليس كجماعة. وفي الإطار ذاته، قال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، الجمعة، أن الأممالمتحدة «ستتحقق» في 12 شباط في ميونيخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية. وأضاف: «سنذهب إلى ميونيخ (ألمانيا) إلى مؤتمر الأمن في 12 شباط، من أجل التحقق. سيكون الوزراء الذي كانوا في فيينا حاضرين، وسيجعلوننا نفهم بأي وتيرة ينوون مواصلة هذا المسار». وأوضح أن الدول التي ستكون حاضرة هي مجموعة الدعم الدولية لسورية، وبينها الولاياتالمتحدةوروسيا وإيران. وكان المبعوث الأممي أعلن الأربعاء تعليق المفاوضات السورية في جنيف، نظرياً حتى 25 شباط، لكنه قال في المقابلة مع الصحيفة الإيطالية: «نحن مستعدون لاستئنافها (المفاوضات) قبل ذلك الوقت». وحذّر قائلاً» «أكرر مرة أخرى، أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل». في غضون ذلك، قال السفير الروسي في جنيف أليكسي بورودافكين أن الحكومة السورية تسلّمت في محادثات جنيف قائمة بأسماء محتجزين تريد المعارضة إطلاق سراحهم. وأوضح في مقابلة مع «رويترز» الجمعة أن وفد المعارضة السورية الذي حضر محادثات السلام التي تتوسط فيها الأممالمتحدة قبل أيام كان ينبغي أن يرحب بهجوم الحكومة السورية حول مدينة حلب بدل أن يترك المحادثات. وأضاف السفير بورودافكين: «لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب الذي استهدف في حقيقة الأمر جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة؟». وتابع: «مجلس الأمن الدولي يعتبر جبهة النصرة منظمة إرهابية. إنها جناح تنظيم القاعدة. ينبغي أن تُسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات». وذكر أنه يشعر بالأسف الشديد لأن وسيط الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا قرر تعليق المحادثات في جنيف يوم الأربعاء وقال إنه ينبغي أن «يكون أكثر تدقيقاً» في شأن من تشملهم المحادثات. وعبّر السفير عن أمله في أن تبدأ الجولة المقبلة قبل الموعد الذي حدده دي ميستورا في 25 شباط. وفي امستردام، أعلن الأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أن حملة الغارات الجوية الروسية في سورية «تقوّض الجهود الرامية الى ايجاد حل سياسي» للنزاع، متهماً موسكو بأنها «تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة». وقال ستولتنبرغ لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في دول الاتحاد الاوروبي في امستردام أن «تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سورية، يتسبب أيضاً بتوتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي». وتابع أن «هذا يولّد مخاطر ويزيد من حدة التوتر ويطرح بالتأكيد تحدياً للحلف الأطلسي لأنه يشكّل انتهاكاً للمجال الجوي الاطلسي»، داعياً إلى «الهدوء ونزع فتيل التصعيد والى حل سياسي في سورية». ورأى ستولتنبرغ أن «تعزيز روسيا وجودها العسكري في شكل جوهري في سورية وشرق المتوسط يزعزع التوازن الاستراتيجي» في المنطقة. وأكد أن «الحلف الاطلسي يدعم بشدة جميع الجهود الرامية إلى ايجاد حل سياسي للنزاع في سورية». إلى ذلك، تطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى تعليق مفاوضات جنيف، مكرراً انتقاداته للنظام السوري وحليفتيه روسيا وايران، عند وصوله الى امستردام للمشاركة في الاجتماع غير الرسمي. وقال: «الحقيقة هي أن (الرئيس السوري) بشار الأسد يلقى دعم روسيا وايران كذلك من خلال حزب الله، وهذا ينسف بالكامل مفاوضات جنيف»، في إشارة الى تعليق المفاوضات الاربعاء. وأضاف: «لا يمكن إجراء حوار سياسي فيما يواصل معسكر قتل الآخر». وأكد: «يجب العودة الى الطاولة واحترام الواجبات الانسانية ووقف مجازر السكان وقصفهم ومحاصرة المدن وفيها مئات آلاف الجياع. هذه مسؤولية بشار الأسد، لكن الجميع يعلم أنه مدعوم في شكل خاص من الروس». وترفض المعارضة الدخول في مفاوضات قبل الاستجابة لمطالبها الانسانية المتعلقة بوقف القصف على المدنيين وايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين. وحمّلت واشنطن وباريس وغيرهما من الدول الغربية دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المحادثات، بسبب التصعيد على الارض خلال الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس أن روسيا توجّه «رسائل متضاربة» في شأن النزاع السوري، حيث تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل ديبلوماسي للنزاع وتواصل من جهة اخرى غاراتها العسكرية التي تستهدف وفق واشنطن مجموعات معارضة ومدنيين.