أعلنت وزارة الخارجية السويدية ان لجنة تابعة للأمم المتحدة اعتبرت ان احتجاز مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج في سفارة الإكوادور في لندن غير قانوني. ويحتمي أسانج في السفارة منذ عام 2012 لتفادي ترحيله إلى السويد، وكان قال أنه سيسلّم نفسه للشرطة البريطانية، إذا حكمت لجنة الأممالمتحدة بأنه لم يُحتجز في شكل تعسفي. لكن ناطقاً باسم الحكومة البريطانية ذكّر بأن «أسانج ما زال يخضع لمذكرة توقيف أوروبية بتهمة اغتصاب، والمملكة المتحدة ما زالت ملزمة قانونياً تسليمه إلى السويد». وكان أسانج قدّم عام 2014 شكوى ضد السويدوبريطانيا، لدى مجموعة عمل حول الاعتقال التعسفي تابعة للأمم المتحدة، لنيل إقرار بأن بقاءه في السفارة الإكوادورية لأربع سنوات تقريباً، يشكّل احتجازاً تعسفياً. ووَرَدَ في الشكوى: «الحماية الوحيدة التي أتمتع بها هي البقاء في حرم السفارة. الطريقة الوحيدة لأتمتع بحق اللجوء، هي البقاء محتجزاً». اللجنة التي اعلنت امس موقفها حول قضية أسانج، تعتبر قراراتها غير ملزمة، لكن أنصار مؤسس «ويكيليكس» يشيرون الى أن مواقفها ساهمت في الإفراج عن زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي، ومراسل صحيفة «واشنطن بوست» في طهران جيسون رضائيان الذي اعتُقل في إيران 18 شهراً. ووَرَدَ في بيان أصدره أسانج: «إذا أعلنت الأممالمتحدة غداً (اليوم) أنني خسرت قضيتي ضد بريطانياوالسويد، سأغادر السفارة ظهر الجمعة وأقبل أن توقفني الشرطة البريطانية، إذ لن يكون هناك احتمال مجدٍ لاستئناف آخر». واستدرك: «إذا ربحت القضية وثبُت أن الدولتين تصرّفتا في شكل غير قانوني، أتوقع أن يُعاد إليّ فوراً جواز سفري، وأن تُلغى أي محاولات أخرى لاعتقالي». وتتهم سويدية أسانج (44 سنة)، وهو أسترالي، باغتصابها في استوكهولم عام 2010. أسانج الذي صدرت مذكرة توقيف أوروبية في حقه، يرفض تسليمه الى السويد، خشية أن تسلّمه إلى الولاياتالمتحدة التي قد تحاكمه لنشره على موقع «ويكيليكس» عام 2010 نحو 500 ألف وثيقة دفاعية سرية حول العراق وأفغانستان و250 ألف رسالة ديبلوماسية، في ما اعتُبر واحداً من أضخم التسريبات للمعلومات في تاريخ الولاياتالمتحدة. وحُكم على المصدر الرئيس للوثائق، الجندي الأميركي برادلي مانينغ، بالسجن 35 سنة بعد إدانته بالتجسس. وأوقفت الشرطة في لندن، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مراقبة السفارة الإكوادورية عملياً، بعد انتقادات تتعلق بالنفقات، علماً أن مؤيدي مؤسس «ويكيليكس» أسّسوا موقعاً يتحدث بالتفصيل عن كل دقيقة من أيام احتجازه، قدّرت نفقته على دافعي الضرائب البريطانيين ب13 مليون جنيه.ويعيش أسانج في السفارة في حي نايتسبريدج الراقي، في غرفة يستخدمها مكتباً وغرفة خاصة به، شبهها بمحطة فضائية. وتضم الغرفة جهازاً لرياضة الجري، وآخر للسمرة الاصطناعية لتجنّب تقوّس العظام، وإن كان أسانج يظهر شاحباً في صوره. وقبل ذلك كان لاجئاً في مزرعة في الريف الإنكليزي.