إتهمت الإكوادور المملكة المتحدة بالتهديد باقتحام سفارتها في لندن لإعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الخميس، إن وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو أعلن أن حكومته "تلقت رسالة من المملكة المتحدة تتضمن تهديداً باقتحام سفارتنا في لندن إذا لم نقم بتسليم أسانج، لكنها ترفض وبأشد العبارات هذا التهديد". وأضافت أن عدداً من رجال الشرطة البريطانية إنتشر خارج مبنى السفارة الإكوادورية في حي نايتسبريدج وسط لندن، فيما احتشد أيضاً العشرات من مؤيدي أسانج أمامها. وأشارت (بي بي س) إلى أن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أن "بإمكانها رفع الوضعية الدبلوماسية عن سفارة الإكوادور لتنفيذ إلتزام قانوني بتسليم أسانج". ونسبت إلى متحدث باسم الوزارة قوله إن "المملكة المتحدة لا تزال مصمّمة على الوفاء بهذا الإلتزام، وقمنا طوال هذه العملية بلفت نظر الأكوادوريين إلى الأحكام ذات الصلة بقوانينا سواء أكانت تتعلق بضمانات حقوق الإنسان الواسعة النطاق في إجراءات التسليم لدينا، أو الوضع القانوني للمباني الدبلوماسية في المملكة المتحدة". وأضاف المتحدث "نحن لا نزال ملتزمين بالتوصّل إلى حل مقبول للطرفين". ويسمح القانون البريطاني الخاص بالمباني الدبلوماسية والقنصلية لعام 1987 للمملكة المتحدة بسحب الوضعية الدبلوماسية لأي سفارة على أراضيها. ويأتي هذا التطور بعد أن كشفت صحيفة (الغارديان) أمس الأربعاء أن رئيس الأكوادور رافائيل كوريا وافق على منح اللجوء السياسي لمؤسس موقع "ويكيليكس"، والذي يتحصّن في سفارة بلاده بلندن منذ 19 حزيران/يونيو الماضي حين طلب رسمياً اللجوء السياسي. ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادو بعد أسبوع على رفض المحكمة الأسمى في بريطانيا الإستئناف الذي رفعه ضد الحكم الذي أجازت فيه تسليمه إلى السويد بتهمة الإعتداء جنسياً على امرأتين، ووضعت فيه حداً لمعركة قانونية إستمرت 18 شهراً. وأعلنت الشرطة البريطانية لاحقاً أن أسانج يواجه الإعتقال لإخلاله بشروط إخلاء سبيله بكفالة مالية بعد طلبه اللجوء السياسي في سفارة الإكوادور، وقالت إنها ستقوم بإلقاء القبض عليه بمجرّد مغادرته مبنى السفارة. وكانت الشرطة البريطانية ألقت القبض على مؤسس موقع "ويكيليكس" في كانون الأول/ديسمبر 2010 بموحب مذكرة إعتقال صادرة عن السويد بتهم الإغتصاب والتحرّش الجنسي بامرأتين، قبل أن تقرر المحكمة العليا في لندن لاحقاً إخلاء سبيله بكفالة مالية مشروطة. ويعتبر أسانج، الاسترالي الجنسية البالغ من العمر 40 عاماً، أن إتهامه من قبل السويد باغتصاب امرأة والتحرّش جنسياً بامرأة أخرى في ستوكهولم عام 2010، مزاعم ذات دوافع سياسية لنشره مئات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية الأميركية.