يعيش مؤسس موقع «ويكيليكس» الأسترالي جوليان أسانج لاجئاً في السفارة الأكوادورية في لندن منذ 19 حزيران (يونيو) 2012. ويقيم في غرفة واحدة مع فراش على الأرض، وكأنه في «محطة فضائية». وتحتوي غرفة أسانج على مصباح يعوض ضوء النهار، وآخر لتعويض غياب أشعة الشمس. وعام 2010، أصدرت السويد مذكرة توقيف في حق أسانج بتهمة الاغتصاب، لكن الإكوادور منحته اللجوء السياسي في العام 2012 بعد قضائه شهرين في سفارتها في لندن. وأعلنت لندن عزمها على تطبيق مذكرة التوقيف السويدية بعدما رفضت المحكمة البريطانية العليا في 30 مايو (أيار) 2012، الاستئناف الذي قدمه على قرار ترحيله إلى السويد. وقالت بريطانيا في آب (أغسطس) الماضي، إنها ستتقدم باحتجاج رسمي لحكومة الإكوادور بسبب قرارها منح أسانج حق اللجوء في سفارتها بلندن، ما سيحول دون ترحيله إلى السويد للتحقيق معه في التهم الموجهة إليه. وقال وزير الدولة لشؤون الخارجية البريطاني هوغو سواير في بيان، إنه «يجب أن تقر الإكوادور بأن قرارها إيواء السيد أسانج منذ أكثر من ثلاث سنوات أعاق سير العدالة». وجاءت هذه التصريحات بعدما حفظ الادعاء السويدي التحقيق في ثلاثة مزاعم تحرش ضد أسانج (44 عاماً) لانقضاء مهلة رفع الدعوى. لكن الادعاء قال إنه سيمضي قدماً في تحقيق في شأن مزاعم اغتصاب وجهت له عام 2010. وينفي أسانج هذه المزاعم وهو يحتمي بسفارة الإكوادور، تجنباً لترحيله إلى السويد خوفاً من تسليمه إلى الولاياتالمتحدة حيث يمكن أن يحاكم في ما يتصل بأكبر عملية تسريب معلومات في تاريخها، بعدما نشر آلاف البرقيات الديبلوماسية الأميركية السرية قبل خمس سنوات، ما أثار غضب واشنطن. وقال سواير، إنه "من غير المقبول أن يضطر دافع الضرائب البريطاني إلى تحمل فاتورة إساءة استغلاله للعلاقات الديبلوماسية". وأضاف أن "بريطانيا لا تزال ملزمة قانوناً بتسليم أسانج إلى السويد ما دامت المزاعم الخاصة بالاغتصاب قائمة". وقالت وزارة الخارجية الإكوادورية آنذاك إنها حزينة لعدم تمكن أسانج من مغادرة سفارة البلاد في لندن منذ ثلاث سنوات. وأضافت أن "الحكومة عرضت 31 مرة الوساطة في عملية قضائية مفتوحة في السويد". وقال الرئيس الاكوادوري رفائيل كوريا: «لم أتحدث مع اسانج منذ دخل سفارتنا، لكن السفيرة أبلغتني أنه يعاني من مشكلة رئوية طفيفة غير خطرة». وأوضح أن «هناك خطراً على صحته الجسدية والعقلية، بسبب بقائه مسجوناً في مساحة ضيقة من دون أن يتمكن من ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، هذا الأمر من شأنه أن يسيء الى صحة أي شخص». ورفضت وزارة الخارجية السماح لأسانج بالخروج من مبنى السفارة لإجراء فحوص طبية (صورة رنين مغنطيسي لكتفه). واشتهر أسانج في العام 2010، حين نشر موقع «ويكيليكس» عشرات ألوف البرقيات الديبلوماسية الأميركية السرية، وأثار غضب واشنطن لأن الكثير منها كان يتعلق بحربي العراق وأفغانستان. وأعلنت الشرطة البريطانية الأسبوع الماضي وقف المراقبة الدائمة لسفارة الاكوادور التي يقيم فيها أسانج، والتي تكلفها نحو 12 مليون جنيه إسترليني سنوياً. وقالت مصادر من شرطة لندن إن الوجود الأمني الدائم أمام السفارة لم يعد ضرورياً، لأن الموارد محدودة وهناك حاجة لها في مواجهة أخطار أمنية أخرى في المدينة. وكان أسانج نشر نحو 500 ألف وثيقة سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة الى 250 ألف اتصال ديبلوماسي أميركي عبر موقعه «ويكيليكس» عام 2010.