اعطت المحكمة البريطانية العليا موافقتها الاربعاء على تسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الى السويد التي تريد محاكمته في قضية اغتصاب واعتداءات جنسية، حسبما افادت وكالة فرانس برس. ورفضت اعلى محكمة في بريطانيا الطعن الذي قدمه محامو اسانج في شرعية طلب المدعي العام السويدي التسليم. وانقسمت آراء القضاة السبعة بين خمسة قالوا ان المدعي العام السويدي هو الجهة القضائية المخولة وبالتالي يمكنه اصدار مذكرة التوقيف بحق اسانج، مقابل قاضيين لم يوافقا. وفي اعلانه الحكم قال رئيس المحكمة العليا نيكولاس فيليبس "قدم طلب تسليم اسانج حسب الاصول، لذلك فان طعنه في تسليمه قد رفض". وفي خطوة غير متوقعة طلبت محامية اسانج دينا روز من القاضي مهلة 14 يوما لتقديم طلب لاعادة فتح الملف على اساس ان الحكم اشار الى عناصر لم تطرح في الجلسة. ووافق القاضي على الطلب في قرار غير اعتيادي في 3 سنوات من تاريخ المحكمة. ولم يحضر اسانج (40 عاما) المحكمة للاستماع الى هذا الحكم الذي صدر بعد 18 شهرا في المحاكم البريطانية. وقال الصحافي جون بيلغر وهو احد انصاره "قرر المجيء مع والدته (كريستين اسانج التي اتت من استراليا) لكنهما علقا في الازدحام". وخارج المحكمة اكد رئيس هيئة محاميه غاريث بيرس تعليق الحكم فيما يقوم فريقه القانوني بدراسة احتمال تقديم طلب اعادة فتح القضية، رغم ان الحكم لا يزال قائما. واضاف بيرس "انها نقطة اجرائية برزت بشكل ملفت نتيجة لحكمهم لان الغالبية اتخذت قرارها على اساس معاهدة فيينا التي لم تناقش اطلاقا في الجلسة، بطريقة او باخرى، من اي من الجانبين". وقالت المحامية للصحافيين "امهلونا اسبوعين لتقديم طلب خطي على اساس ان غالبية القضاة اتخذوا قرارهم بناء على اسس لم تناقش في المحكمة على الاطلاق ولم تطرح في المحكمة ابدا". والخلاف يتعلق بتفسير اتفاقية فيينا حول قانون المعاهدات. وفي حال عدم تمكن اسانج من اعادة فتح الملف في بريطانيا يبقى امامه خيار تقديم استئناف اخير امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ. ولا ينفي اسانج اقامته علاقة جنسية مع متطوعتين من ويكيليكس في السويد اثناء منتدى لويكيليكس لكنه يصر على عن العلاقة كانت بموافقة متبادلة ويقول ان هناك دوافع سياسية وراء محاولات تسليمه. وتقول السيدتان انه اغتصبهما واعتدى عليهما جنسيا. وقالت والدته كريستين قبيل صدور الحكم "انه كابوس دائم لاننا نعلم انه ليس في امان وان اهم حكومات في العالم تسعى الى النيل منه". وقالت للتلفزيون الاسترالي ان التهم الموجهة لابنها باطلة لكنه تخشى في حال تسليمه للسويد ان يتم احتجازه "في حبس انفرادي قبل ان يتم حتى استجوابه او توجيه اتهامات له". والاسترالي مؤسسس موقع ويكيليكس الذي قام في 2010 بنشر الاف الوثائق السرية هزت واشنطن والدبلوماسية العالمية. ومنذ ان اوقف في كانون الاول/ديسمبر 2010 في لندن واودع قيد الاقامة الجبرية في بريطانيا حاول الاسترالي بكل الوسائل الافلات من مذكرة التوقيف دافعا ببراءته. وقالت كارين روساندر من سلطة الادعاء السويدية لفرانس برس "المدعون يصدرون مذكرات التوقيف (في السويد). انها نهاية الحكاية". وقال اسانج ذو الشعر الابيض ان لديه مخاوف من ان يؤدي تسليمه بنهاية الامر الى نقله الى الولاياتالمتحدة حيث يمثل الجندي الاميرك برادلي مانينغ امام محكمة عسكرية لاتهامات بانه سلم وثائق لويكيليكس. وقبل اسبوع حضر اسانج فيلما في لندن وكان يضع قناعا على وجهه. وقال حينها "قد تكون هذه آخر مناسبة علنية لي، لذا فكرت ان ابدأ حالة جديدة بحيث لا ترونني بعد الان". واجبر اسانج منذ كانون الاول/ديسمبر 2010 على وضع سوار الكتروني في كاحله والحضور يوميا لدى مركز الشرطة.