أظهر بحث حديث أن البريطانيين من أصل أفريقي يتقاضون رواتب أقل من غيرهم في بريطانيا، بغض النظر عن المؤهلات العلمية والقدرات. وأفادت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، أن بحثاً أجراه مركز «تي يو سي» كشف أن خريجي الجامعات والمعاهد من ذوي الأصول الأفريقية، يتقاضون أجوراً أقل بنسبة 23 في المئة من الخريجين أصحاب البشرة الفاتحة. واعتبر بعض النشطاء ان نتائج البحث دحضت الاعتقاد السائد بأن «العمل الجاد والتحصيل العلمي المتقدم، يشكلان السبيل الوحيد للتقدم المهني في بريطانيا بغض النظر عن العرق واللون». وقال الباحثون في مركز «جي سي اس سي» لتطوير الاعمال، إن «أصحاب البشرة السمراء يتقاضون رواتب أقل ب 4.30 دولار في الساعة»، ودعوا الحكومة البريطانية إلى وضع استراتيجية تضمن المساواة بين المواطنين كافة. وقالت الطالبة البريطانية المدافعة عن حقوق الأقليات، ماليا بوتيا، إن «التمييز العنصري في بريطانيا يبدأ منذ دخول الطفل المدرسة، إذ يلحظ الطفل غياب التنوع العرقي بين هيئة التدريس». وأشارت إلى أن «أطفال الأقليات يدرسون في مؤسسات تعليمية تشعرهم بالرفض، ومن ثم يذهبون إلى سوق العمل الذي نادراً ما يسمح لأحدهم باحتلال مناصب قيادية». وانتقد المسؤول في مجموعة «غرين بارك» البحثية، أمير كابل، ما وصفه ب«الشعور المتأصل في البلاد للتمييز ضد الأقليات»، موضحاً أن «المؤسسات لا ترى الموظفين من أصحاب البشرة السمراء قياديين، حتى لو أخلصوا في عملهم وأمضوا فيه ساعات طويلة، وساهموا في تطوير الشركة». وقالت مسؤولة البحوث التحليلية في مؤسسة «جوزيف راونتري» الخيرية، هيلين برانارد، إن «تحرك الحكومة لوقف هذا التمييز أمر حيوي، ويجب على المعلمين والمؤسسات أيضاً ان يوقموا بواجبهم لتوفير فرص متساوية للأعراق المختلفة في البلاد». وأطلق رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون، أخيراً، حملة من أجل مكافحة مظاهر التمييز العنصري في مؤسسات المملكة المتحدة، معتبراً أن «ضعف تمثيل الأقليات في الجيش والجامعات والشركات في بريطانيا، عار على البلاد». وأوضح ان « القوات المسلحة البريطانية لا تضم عددا كافٍ من أفراد الأقليات العرقية»، لافتاً إلى أن نسبة الرؤساء التنفيذيين من تلك الأقليات «لم يتجاوز أربعة في المئة، أي حوالى 100 شخص».