نيويورك، طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - وصفت طهران ب»غير المنطقية»، تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن اتهامات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للولايات المتحدة «كاذبة وهمجية»، معتبرة ان ايران «وضعت مستقبل نظام حظر الانتشار النووي في خطر». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان خطاب كلينتون أمام مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي افتُتح في نيويورك الاثنين، «غير منطقي»، مضيفاً إنها «تطرقت الى مسائل لعدم الرد على النقاط الاساسية في خطاب نجاد» أمام المؤتمر. وأضاف في اشارة الى الولاياتالمتحدة، ان «دولاً لديها آلاف الاسلحة الذرية واستعملتها (ضد اليابان) وما زالت تهدد باستعمالها ضد بلدان أخرى، توجه اتهامات لا أساس لها بهدف الحفاظ على أسلحتها النووية». وكان نجاد طالب في اليوم الاول من المؤتمر، بأن تقوم هيئة مستقلة بتحديد «موعد نهائي لازالة جميع الاسلحة النووية مع جدول زمني محدد»، داعياً الى تعليق عضوية الولاياتالمتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلّقت كلينتون على خطاب نجاد، معتبرة انه «قدم الاتهامات المتعبة والكاذبة والهمجية ذاتها ضد الولاياتالمتحدة والاطراف الاخرى في هذا المؤتمر». وقالت في خطابها ان ايران «تحدت مجلس الامن والوكالة الذرية ووضعت مستقبل نظام حظر الانتشار النووي في خطر، ولذلك تواجه عزلة وضغوطاً متزايدة من المجتمع الدولي»، مضيفة: «يجب ان تكون القواعد ملزمة. والمخالفات يجب ان تقابل بالعقوبات». وأعلنت كلينتون استعداد واشنطن لدعم «إجراءات عملية» لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، محذرة الدول التي ستنتهك قواعد المعاهدة النووية، من أنها «ستدفع ثمناً باهظاً». لكن الوزيرة الأميركية قالت للصحافيين في وقت لاحق: «نظراً الى عدم وجود سلام شامل في المنطقة ووجود مخاوف في شأن امتثال بعض البلدان لضمانات المعاهدة النووية، لا ظروف ملائمة لمثل هذه المنطقة (الخالية من الأسلحة الذرية) حتى الآن». وفي موسكو، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل بلاده بأن يؤيد مؤتمر نيويورك الدعوة إلى جعل الشرق الأوسط «منطقة غير نووية»، مقترحاً عقد «مؤتمر دولي خاص» لمناقشة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وقال إن موسكو تقترح أيضاً «مجموعة أفكار أخرى تنطوي على أخذ جميع دول المنطقة على عاتقها، التزامات بتطبيق مختلف أنظمة عدم الانتشار المتبناة أساساً في العالم، لكنها لم تصبح شاملة بعد». وإذ أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن تأييد الاتحاد إنشاء منطقة مماثلة، عكس وزير الشؤون الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الموقف العربي في هذا الشأن، بقوله ان «من المؤسف أن المجتمع الدولي لم يتوصل الى تفعيل قرار الشرق الاوسط، على رغم مرور 15 سنة على تبنيه» خلال مؤتمر سابق لمراجعة المعاهدة النووية عام 1995. واضاف في خطابه أمام المؤتمر أن «قرار جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، كان حافزاً لانضمام جميع الدول العربية للمعاهدة» النووية. الى ذلك، دعا نجاد واشنطن إلى «تغيير نهجها الفاشل في التعامل» مع الملف النووي الإيراني. وقال لشبكة «بي بي أس» التلفزيونية الأميركية أن على كلينتون «تقديم أدلة ووثائق تثبت صحة ادعاءاتها»، معرباً عن اعتقاده بإمكان «التوصل إلى حلول وسط» في اقتراح تبادل الوقود النووي. واشار الى «تنامي الشعور لدى الشعب الإيراني بعدم الارتياح» من الرئيس الاميركي باراك أوباما، قائلاً: «على أوباما ألا يخضع للضغوط، وأن يقرر ويعمل لأنه رئيس الجمهورية في أميركا». الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان الترسانة النووية الأميركية اشتملت حتى نهاية ايلول (سبتمبر) 2009، على 5113 رأساً نووياً. ويشكل ذلك خفضاً بنسبة 84 في المئة، من ذروة بلغت 31225 رأساً العام 1967. وحين سقط جدار برلين عام 1989، شملت الترسانة الأميركية 22217 رأساً. وعلق مهمان برست على الإعلان الأميركي، متسائلاً: «هل من المبرر امتلاك اكثر من 5 آلاف سلاح ذري؟ كيف يمكن تبرير امتلاك هذه الكمية من الاسلحة التي تهدد الامن العالمي، في حين تمنح (الولاياتالمتحدة) نفسها رسمياً الحق في استعمالها؟».