تضاربت الروايات حول مجزرة قُتل خلالها 44 شخصاً بينهم 17 امرأة و6 أطفال، اثناء حفل زفاف في قرية بيلغه التابعة لمحافظة ماردين جنوب شرقي تركيا. وقال وزير الداخلية التركي بشير اطالاي أن شخصين فتحا النار على حشد يحضر زفاف بنت المختار السابق للقرية جميل شلبي، مضيفاً أن المختار والعريس والعروس هم بين ضحايا المجزرة التي حصدت ثلاث حوامل وحرمت تركيا النوم ليل الإثنين – الثلاثاء، اذ قطع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اجتماعاً حزبياً من أجل متابعة التطورات وأمر وزير الداخلية بالسفر فوراً الى مكان الحادث. ونفى اطالاي أن يكون للحادث علاقة بالإرهاب او ب«حزب العمال الكردستاني»، موضحاً ان كل المؤشرات تقول أن دافع الجريمة هو خلاف عائلي او ثأر قديم، علماً ان شخصين اوقفا يشتبه في أنهما القاتلان، وينتميان الى العائلة ذاتها. وذكّر هذا الحادث الرهيب بقضية حماة القرى من الأكراد، وهم عشائر كردية وظفتهم الدولة التركية وسلحتهم للعمل معها ضد «حزب العمال الكردستاني»، وهم يساعدون الجيش التركي في عمليات التمشيط السنوية والبحث عن المشتبه بهم وجمع المعلومات. لكن هذه العشائر المسلحة استولت على اراض كثيرة لعائلات كردية هربت من جنوب شرقي تركيا اثناء النزاع بين الجيش و«الكردستاني» قبل عقدين، وما زالت الخلافات قائمة الى اليوم بين عشائر حماة القرى التي تُعتبر عشيرة شلبي واحدة منها، وبين قرى وعشائر كردية محايدة او متعاطفة مع «الكردستاني». لكن شهود عيان شهدوا مجزرة ماردين، اكدوا ان المهاجمين كانوا من العشيرة ذاتها ومن القرية ذاتها. وأشارت روايات متضاربة الى خلاف في العائلة حول تقاسم الأراضي في القرية، فيما رجح بعضهم أن يكون القتلة من عارض زفاف بنت قريتهم الى شاب غريب من مدينة دياربكر.