باشرت الشرطة في نيويورك تفكيك خيوط محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك ليل السبت - الاحد، وحصلت على تسجيلات فيديو صورتها 82 كاميرا للمراقبة في الشارع، أظهرت ان منفذ العملية رجل أبيض في العقد الرابع من العمر، فيما شككت في تبني حركة «طالبان باكستان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» العملية، على رغم تضمن ثلاثة تسجيلات بينها اثنان لزعيم الحركة حكيم الله محسود وآخر للمسؤول عن تدريب المفجرين الانتحاريين قاري حسين، تلميحات الى تورط الحركة بالهجوم. ورجح مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ارتباط الحادث بمؤامرة فردية، «خصوصاً ان القنبلة بدائية الصنع احتوت عبوة صممت باستخدام ثلاث قوارير من غاز البروبان وغالوني بنزين واسلاك كهربائية والعاب نارية اضافة الى ساعتي توقيت، واحتوت ايضاً على اسمدة كيماوية. وأرسل المكتب محققيه الى ولايتي كونيكتيكت وبنسلفانيا من اجل استجواب صاحب سيارة ال «نيسان باثفايندر» التي رُكنت في منطقة ميدتاون في مانهاتن، والذي لم تكشف اسمه. كما جمع أدلة بينها بصمات عثر عليها في السيارة والعبوة وصور التقطها سياح لحظة عبور المشبوه امام خيالة للشرطة نفذوا دورية في المنطقة. ووصف البيت الأبيض الحادث بأنه «في غاية الخطورة، باعتبار أن كمية المتفجرات الموضوعة داخل السيارة كانت ستلحق خسائر دموية في حال انفجرت»، في وقت تعهد الرئيس باراك أوباما اعتقال منفذ العملية ومعاقبته «كي نضمن تحقيق العدالة». وأعقب محاولة التفجير الفاشلة بساعات، بث شريطين مصورين لزعيم «طالبان باكستان» محسود الذي كان تردد مقتله في غارة جوية أميركية استهدفت اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) في كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلن فيها ان فدائيي الحركة اخترقوا «أميركا الإرهابية والمتعصبة» تمهيداً لتوجيه ضربات في مدنها الكبرى. وكشف في الشريط الذي احتوى إشارة الى تاريخ تسجيله في الرابع من نيسان (إبريل) الماضي، ان استهداف المدن الأميركية يهدف الى الرد على «الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وباكستان»، ما يضع «طالبان باكستان» في صف واحد مع تنظيم «القاعدة» في تبني أسلوب المواجهة مع الولاياتالمتحدة ومحاولة جرها إلى «مستنقع حروب» مع العالم الإسلامي لاستنزاف طاقتها وقدراتها وتجييش العالم الإسلامي ضد سياسة واشنطن. وهو موقف نأت «طالبان» الأفغانية بنفسها عنه على رغم استضافتها قادة «القاعدة» وتقديم حماية لهم، ورفض تسليمهم لأي دولة بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ورفضت إسلام آباد تأكيد صحة شريط حكيم الله محسود، ولم تتراجع رسمياً عن تأكيدها مقتله في الغارة الأميركية. وكذلك صحة شريط آخر لقاري حسين، المسؤول عن تدريب المفجرين الانتحاريين في «طالبان باكستان»، قال فيه إن «الحركة تتحمل بكل فخر وشجاعة مسؤولية الهجوم داخل الولاياتالمتحدة، وتهنئ المسلمين بتنفيذه»، لكن من دون يشير تحديداً إلى واقعة «تايمز سكوير».