شهدت العاصمة السعودية الرياض اليوم، أمطاراً غزيرة لم تشهد مثيلاً لها منذ أعوام، تسببت في ارتفاع منسوب المياه في عدد من الأحياء إلى مستويات قياسية، ووقوع حوادث وتعطل سيارات وغرق بعضها ما جعل بعض القطاعات تعلن حال الطوارئ، ومناشدة السكان التطوع. وأكد المتحدث باسم المديرية العامة للمرور الرائد إبراهيم أبو شرارة ل "الحياة"، توقف السير بشكل كامل بسبب تجمعات مياه على الطريق الدائري الشرقي، وسقوط عمود إنارة، وكذلك على الطريق الدائري الشمالي وعلى طريق خريص الحيوي وسط العاصمة السعودية. وأوضح أن "غرفة عمليات المرور" تلقت 1319 اتصالاً، وسجلت 236 بلاغاً عن حوادث منذ الواحدة ظهراً. وأشار إلى أن العاصفة تسببت في سقوط أشجار وتعطل سيارات، خصوصاً على الطريق الدائري الشمالي. لكنه نفى حدوث وفيات. وأعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض حال الطوارئ في جميع مستشفياتها، إثر هطول الأمطار الغزيرة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في منطقة الرياض سعد القحطاني ل "الحياة"، أن المدير العام للشؤون الصحية في الرياض الدكتور هشام ناضرة وجّه مديري المستشفيات بالبقاء في أماكن عملهم، وإعلان حال الطوارئ، وتجهيز أقسام الطوارئ وسيارات الإسعاف، وتكثيف وجود المهندسين والفنيين في المستشفيات، تحسباً لأي طارئ. وذكر المدير العام للإدارة العامة للنظافة في أمانة منطقة الرياض المهندس أحمد البسام ل "الحياة"، أن صهاريج شفط مياه الأمطار لم تستطع العمل بسبب غزارة الأمطار، وقال: "ننتظر توقف الأمطار ثم سنقوم بالشفط فوراً"، مشيراً إلى أن الصهاريج وجدت صعوبة في التنقل شمال العاصمة وشرقها، نظراً للاختناقات المرورية. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في السعودية، فتح باب التطوع أمام المواطنين للمشاركة في تنفيذ أعمال الدفاع المدني في المناطق كافة، بعد التقلبات الجوية التي تشهدها السعودية منذ أيام. وقالت المديرية في بيان لها اليوم: «رغبة في إتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة في خدمة هذا الوطن من خلال الإسهام التطوعي في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة أثناء مواجهة حالات الطوارئ بما يساعد في التقليل والتخفيف من آثارها، فإنه تم فتح باب التطوع للمشاركة في تنفيذ أعمال الدفاع المدني». ودعت الراغبين في الالتحاق بالعمل التطوعي في مجال الدفاع المدني إلى تسجيل بياناتهم بشكل مبدئي على الموقع الإلكتروني للمديرية على الرابط: www.998.gov.sa. وتشهد بعض المناطق السعودية منذ أيام، أمطاراً غزيرة تسببت في مقتل وإصابة العشرات، وتهدم بيوت، وتخريب طرق، خصوصاً في منطقتي عسير وجازان (جنوب). وكانت السعودية شهدت العام الماضي حدثين مهمين ألقيا بظلالهما على عمل الدفاع المدني، الأول كان زلزال العيص قرب المدينةالمنورة الذي جعل فرق الدفاع المدني في حال استنفار دائم لنصب الخيام وتأمين المأوى للأهالي في تلك المنطقة. كما كانت مدينة جدة على موعد مع كارثة خلال تشرين الثاني (نوفمبر)، تمثلت في سيول دمرت أحياء في مدينة جدة، وقتلت أكثر من 100 شخص، وأبقت الآلاف من دون مأوى.