احتفل «صندوق الأوبك للتنمية الدولية» (أوفيد)، أمس، بمرور 40 سنة على مسيرته الإنمائية وتخصيص دعمه للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وبدأ «أوفيد» مسيرته كحساب موقت تحت اسم «صندوق أوبك الخاص»، ثم تطوّر ليصبح مؤسسة مالية إنمائية دولية قدمت نحو 19 بليون دولار لدعم أكثر من 3500 مشروع إنمائي في 134 بلداً نامياً. وقال مديره العام سليمان جاسر الحربش، إن «قصة أوفيد غير اعتيادية، فبعد بداياته المتواضعة، أصبح اليوم رائداً على الصعيد الإنمائي يحظى باحترام كبير لدى المجتمع الدولي ليس كمنفذ لجدول أعمال التنمية العالمية فحسب، بل كمشكّل لها أيضاً، وهذا هو الإنجاز الذي علينا أن نفخر به اليوم». وأضاف: «شهد أوفيد 40 عاماً مفعمة بالطاقة ومليئة بالتحديات، عمل خلالها في مجالات مختلفة ومتغيّرة، ما تطلب دوماً إعادة التشكيل والتكيف مع الأولويات المتغيرة في الدول الشريكة». وأشار إلى «دور أوفيد الذي احتلّ أخيراً مركز الصدارة عالمياً في مجال التوعية لمكافحة فقر الطاقة، باعتبارها أكبر عائق يحول دون تحقيق التنمية المستدامة، وحصل بذلك على لقب رائد التخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون». وأوضح أن «أوفيد ساهم من خلال جهوده الحثيثة للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل، في وضع هدف ضمان الحصول على الطاقة النظيفة بأسعار معقولة في مكانه المفروض ضمن أجندة 2030 للتنمية المستدامة». وتماشياً مع التزامه مواكبة قضايا الساعة، واستجابة للأحداث والتطورات الجارية، أعلن الحربش أن «أوفيد يكرس احتفالاته بالذكرى ال40 لمحنة اللاجئين، تعبيراً عن التضامن مع الشعب الذي تمزق من جذوره وكذلك عاصمة البلد المستضيف، فيينا، والتي لا تزال تتحمل عبئاً غير متكافئ لتدفّق اللاجئين». ولفت الى أن «الأوضاع الجديدة تتطور في شكل يحتاج إلى اهتمام عاجل من الجميع»، مشدداً على مسؤولية المجتمع الدولي حيال ذلك بأنه «لا يمكننا التخلّي عن اللاجئين العاجزين، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى حياة كريمة أفضل في أي مكان آخر». وخلال الحفلة التي أقيمت أمس في مقر «أوفيد»، تلا الحربش عدداً من برقيات التهنئة الواردة له من كثر من رؤساء المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأممالمتحدة والبنك الدولي، كما شكر حكومة النمسا وبلدية فيينا على ما يلقاه «أوفيد» من حسن الضيافة «وتلك العلاقة التي تبلورت في منحنا وسامين من الدولة وبلدية المدينة».