وجّهت السلطات البلجيكية اتهامات لثلاثة اشخاص، بمحاولة التوجه الى سورية والانضمام الى جهاديين. واعتقلت الشرطة أربعة اشخاص السبت، بعد حملة دهم في بلدة جوميت القريبة من مدينة شارلوروا جنوباً، للاشتباه في تخطيطهم للتوجه الى سورية او ليبيا. وأوردت وسائل إعلام ان السلطات أفرجت عن متهم بعد استجوابه، فيما احتُجز ثلاثة آخرون، بينهم زوجان. وأشارت الى ان الزوج (23 سنة) اعتنق الإسلام وأبلغ الشرطة انه كان يريد التوجه الى سورية، للمساهمة في عمليات انسانية. لكنه اتُهم بالمشاركة في نشاط تنظيم إرهابي. وكانت النيابة العامة الاتحادية في بروكسيل لفتت إلى أن الاعتقالات ليست مرتبطة بالتحقيق في مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويُعتقد بأن حوالى 500 بلجيكي توجهوا الى سورية وانضموا الى جماعات جهادية، بينها تنظيم «داعش». في غضون ذلك، أعلنت الشرطة اليونانية اعتقال رجلين يحملان جوازَي سفر سويديَّين وينقلان «أدوات قتالية» في اليونان، للاشتباه في انتمائهما إلى مجموعات جهادية. أتى ذلك بعد ساعات على نشر تنظيم «داعش» شريط فيديو لإعدام خمسة «مرتدين» عراقيين، متوعداً الغرب بهجمات ضخمة، ومتعهداً «استعادة» الأندلس. وأشارت الشرطة اليونانية إلى أن الرجلين، وهما بوسني (28 سنة) ويمني (19 سنة)، كانا يسافران في باص عندما أوقفا في الكسندروبوليس في منطقة تراقيا شمال البلاد، القريبة من الحدود التركية. وأضافت انها عثرت بين أمتعتهما على «أدوات قتالية» هي مديتان وبزات عسكرية. ووصل الرجلان إلى اليونان بطائرة، آتيَين من السويد قبل عشرة ايام، ثم استقلا باصاً إلى تركيا عبر تسالونيكي والكسندرابولوس، كما يؤكد جوازا سفرهما. وسيستمع قاضي التحقيق غداً إلى الرجلين المتهمين بحمل سلاح، علماً أن وكالة أنباء محلية أفادت بأنهما يرفضان الرد على أسئلة الشرطة. وتؤكد مصادر الشرطة أن أحد الرجلين معروف لدى السلطات الاوروبية لصلاته بجهاديين، وحُكم عليه سابقاً بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي، ويخضع لرقابة السلطات السويدية. وبثّت شبكة «ميغا» التلفزيونية انه أوقف عام 2005 في البوسنة، بعد تفتيش منزله وعثور الشرطة فيه على حزام متفجرات، ومتفجرات وشريط فيديو يتحدث فيه رجل مقنّع عن هجمات ضد مبنى الكابيتول والبيت الابيض في واشنطن. وأصدرت محكمة حكماً بسجنه 14 سنة، خُفض إلى 5 سنوات في الاستئناف، ثم أُفرج عنه عام 2011 وطلب اللجوء السياسي في السويد. في غضون ذلك، بثّ «المكتب الإعلامي لولاية نينوى» (شمال العراق) التابع لتنظيم «داعش»، شريط فيديو بعنوان «تصفية المرتدين» تبلغ مدته نحو ثماني دقائق ويظهر فيه خمسة جهاديين ملثمين، اربعة منهم يرتدون زياً أسود، والخامس الناطق بالفرنسية يرتدي زياً عسكرياً مرقطاً، وأمام كل منهم يجثم «جاسوس» عراقي يرتدي زياً برتقالي اللون ينتظر إطلاق رصاصة من مسدسه المصوب إلى رأسه. ويبدأ الشريط بإدلاء كلّ من الأسرى الخمسة بإفادته عن «تجسسهم» على «جنود داعش» ومحاولتهم تنفيذ هجمات ضدهم. بعدها يظهر جهادي ملثم يتكلم الفرنسية بطلاقة، متوعداً الغربيين «الكفار» ب»ما ينسيكم (هجمات) 11 أيلول (سبتمبر) وهجمات باريس». وأضاف: «والله ستدفعون ثمناً باهظاً، ونهايتكم ستكون أليمة وسيعود الأندلس الينا بإذن الله». وتابع: «أيتها الأندلس الحبيبة، أيتها الأندلس السليبة، هل ظننت أننا نسيناك؟ كلا والله، وأي مسلم لن ينسى قرطبة وطليطلة وشاطبة»، في إشارة إلى ثلاث مدن ازدهرت في الأندلس خلال حكم المسلمين بين القرنين الثامن والخامس عشر. وزاد: «كم من مسلم مخلص يقسم على استرجاعك، فاصبري، اصبري فإنك لست اسبانية ولا برتغالية ولكنك الأندلس المسلمة». وتوعد «الكفار الحمقى» بالانتقام من «مذابح ارتكبتموها في حق المسلمين». في باريس، أعلنت النيابة ان رجلاً أوقف الخميس الماضي داخل فندق في منتجع «ديزني لاند»، ومعه مسدسان، سيُحاكم اليوم بتهمة امتلاك أسلحة وذخائر ونقلها. وأضافت أنه يواجه عقوبة محتملة بسجنه خمس سنوات ودفع غرامة قيمتها 75 ألف يورو. وكانت النيابة أعلنت أن التحقيق «لم يُتح إقامة أي رابط مع عمل إرهابي»، علماً أن الموقوف (28 سنة)، وهو مسلم، قال للمحققين أنه «يحتفظ بمسدسيه الصغيرين اللذين يملكهما منذ فترة، لئلا يتركهما في منزل والدته في باريس حيث يُقيم». وأكدت والدة الموقوف أقواله للمحققين. واستمع المحققون ايضاً إلى صديقة الرجل التي كان يُفترض أن تنزل ايضاً في الفندق، لكن النيابة أعلنت ان «لا عناصر من شأنها إدانتها بالتورط بأي عمل».