أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عن قطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ وتنفيذه إعداماً جماعياً ل 18 من عناصر نظام الرئيس بشار الأسد. وأعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن أجهزة الاستخبارات «تعمل بأسرع ما يمكن» للتأكد من شريط فيديو لتنظيم «الدولة الإسلامية» أظهر قطع رأس كاسيغ، موضحاً في بيان: «إذا تم التأكد من صحة ذلك، نعبر عن الاشمئزاز حيال عملية القتل الوحشي لموظف إنساني أميركي بريء، كما نعبر عن تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه». ولم يتضمن التسجيل لقطات لقطع رأس كاسيغ، لكنه أظهر رجلاً ملثماً واقفاً ورأساً مقطوعاً مغطى بالدماء ملقى عند قدميه. وقال الرجل الذي كان يتحدث الإنكليزية بلكنه بريطانية: «هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ المواطن أميركي أين بلدكم؟». ولم يتسن ل «رويترز» التحقق من صحة التسجيل الذي بث على موقع للجهاديين وصفحات موقع «تويتر» التي يستخدمها «داعش». وقال والدا كاسيغ من خلال ناطق باسمهما إن ابنهما اختطف حين كان في طريقه إلى مدينة دير الزور في شمال شرقي سورية في بداية تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وأضاف كاسيغ وهو جندي سابق كان يقوم بعمل إنساني من خلال منظمة «سبيشال ايمرجنسي ريسبونس أند اسيستانس» التي أسسها عام 2012 لمساعدة اللاجئين السوريين. وإذا تأكد ذبح كاسيغ، سيكون خامس غربي يعدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد قتل صحافيين أميركيين اثنين واثنين من عمال الإغاثة البريطانيين. وفي إشارة على ما يبدو إلى شهادة في شأن كاسيغ أدلى بها آخرون كانوا محتجزين معه قال الرجل الملثم: «بيتر الذي قاتل ضد المسلمين في العراق بينما كان جندياً يخدم في الجيش الأميركي ليس لديه الكثير ليقوله. زملاؤه السابقون في الزنزانة تحدثوا نيابة عنه». وجاء إعلان قتل كاسيغ ضمن مقطع فيديو مدته 15 دقيقة وجهت فيه الجماعة تحذيراً للولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما بما في ذلك الشيعة. كما ظهر فيه أيضاً متشددون يقطعون رؤوس عدة رجال قالوا إنهم طيارون وضباط موالون للنظام السوري وكانوا أسروا في مواقع عسكرية تابعة للنظام في شمال شرقي سورية. وأعلن والدا كاسيغ أنهما ينتظران تأكيد مقتل ابنهما. وقال اد وباولا كاسيغ في بيان: «إننا على علم بمعلومات انتشرت عن ابننا العزيز وننتظر تأكيد الحكومة... في شأن صحة هذه المعلومات». في لندن، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «القتل بدم بارد» الذي كان ضحيته كاسيغ وتبناه «داعش» في تسجيل فيديو «مروع». وقال في تغريدة على موقع «تويتر»: «روعني قتل عبد الرحمن كاسيغ (الاسم الذي اعتمده بعد اعتناقه الإسلام) بدم بارد». وأضاف إن «تنظيم الدولة الإسلامية برهن مجدداً على شره». في باريس، ندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بقتل كاسيغ، واعتبره «عملاً وحشياً جديداً». وقال فالس في بيان إنه «علم بشكل مروع بقطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ والعديد من الجنود السوريين»، مضيفاً: «أدين بأكبر قدر من الحزم هذا العمل الوحشي الجديد». وتابع: «إن هذا العمل يعزز تصميم فرنسا على التحرك ضد «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية) في العراق وسورية». وعرض «داعش» عملية ذبح جماعية بأيدي عناصره، شملت 18 شخصاً على الأقل قال إنهم عسكريون سوريون. وظهر في الشريط عناصر من التنظيم يجرون أشخاصاً يرتدون ملابس كحلية اللون ومطأطئي الرؤوس وقد وثقت أيديهم خلف ظهورهم، قبل أن يستلوا سكاكين من علبة خشبية موضوعة جانباً. وظهر في الشريط عبارة «ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة». وارتدى عناصر «الدولة الإسلامية» زياً عسكرياً موحداً لونه بني فاتح، وكانت وجوههم مكشوفة، باستثناء عنصر واحد ارتدى زياً أسود ووجهه ملثم. ويتشابه مظهر هذا الشخص مع «الجهادي جون»، عنصر «الدولة الإسلامية» ذو اللكنة البريطانية الذي ظهر في أشرطة سابقة للتنظيم، وهو يقوم بذبح صحافيين أميركيين وعاملي إغاثة بريطانيين. واصطف العناصر جنباً إلى جنب خلف الأشخاص الذين يرتدون زياً كحلياً، وأرغموا على الركوع على الأرض. وبدا 15 شخصاً على الأقل جاثمين على الأرض وخلف كل منهم عنصر بالزي العسكري. وقال الشخص الذي يرتدي الزي الأسود وهو يلوح بسكينه «إلى (الرئيس الأميركي باراك) أوباما كلب الروم، اليوم نذبح جنود بشار، وغدا سنذبح جنودك، وبإذن الله سوف نكسر هذه الحملة الصليبية والأخيرة والنهائية (...) والدولة الإسلامية ستبدأ قريباً ذبح شعوبكم في شوارعكم». وبعد ذلك قام العناصر بتثبيت الأشخاص على الأرض، وذبحوهم في شكل متزامن. ويظهر الشريط عملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء. بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم وأمام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل شخص رأس مقطوع. وتزامناً، يسمع في الشريط مقطع من تسجيل صوتي سابق للناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني، وهو يقول: «اعلموا أن لنا جيوشاً في العراق وجيشاً في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء». وفي نهاية الشريط البالغة مدته 15 دقيقة، ظهر الرجل الملثم نفسه مع رأس رجل آخر مدمى ملقى عند قدميه. وقال المقنع باللغة الإنكليزية «هذا هو بيتر ادوارد كاسيغ المواطن الأميركي». وأضاف الرجل في الشريط الذي حمل توقيع «مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي» التي تتولى نشر أخبار التنظيمات الجهادية «بيتر قاتل المسلمين في العراق عندما كان يعمل جندياً في الجيش الأميركي». وبيتر كاسيغ (36 سنة) جندي أميركي سابق قاتل في العراق خلال الوجود الأميركي (2003-2011)، وترك الجيش على الأثر، وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي. وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هرباً من أعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سورية. ويقول أصدقاؤه إنه اعتنق الإسلام واتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن. وخطف في تشرين الأول (أكتوبر) 2013 بينما كان في مهمة لنقل مساعدات إنسانية إلى مناطق في سورية. وظهر كاسيغ في شريط فيديو تم بثه في الثالث من تشرين الأول إلى جانب عامل الإغاثة البريطاني آلان هينينغ، بينما كان عنصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» يذبح هينينغ. ثم قام العنصر بتقديم كاسيغ على أنه الضحية التالية، إذا لم يوقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضرباته الجوية على مواقع التنظيم المتطرف في سورية والعراق. ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في البلدين، وسبق له أن بث أشرطة دعائية عدة يظهر فيها قيامه بعمليات قتل جماعية، بعضها ذبحاً وأخرى بإطلاق النار، بحق جنود عراقيين وسوريين، إضافة إلى تنفيذه عمليات إعدام ميدانية بحق كل من يخالف الرأي في مناطق سيطرته. وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سورية أول من أمس أن التنظيم يبث «الرعب» في سورية عبر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.