لا تزال الرؤية المجتمعية نحو عمل المرأة السعودية في الإعلام عموماً قاصرة وغير منصفة حتى في الإعلام المكتوب أو المسموع ، فما هي الحال مع المرأة التي تعمل في الإعلام المرئيوالتي تتطلب المهنة الظهور شبه اليومي أمام المشاهدين، وفي أوقات أخرى يكون الأمر مباشراً. «هناء الركابي» مذيعة القناة الأولى في التلفزيون السعودي تؤكد أن أهم معاناة للمرأة الإعلامية في التلفزيون هي النظرة الضيقة والتي تتمثل في أن من تظهر تلفزيونياً فهي متمردة على التقاليد والقيم التي يعتبرها البعض أحياناً أقوى حتى من التشريعات الدينية. وأشارت إلى هذه النظرة هي ما يمنع الكثير من الفتيات من الانخراط في مهنة تقديم البرامج التلفزيونية خوفاً من هذه النظرة السلبية، مؤكدة أنها تتلقى الدعم والتأييد الدائم من أسرتها المتمثلة في زوجها وأولادها. وأشارت إلى أن العمل التلفزيوني لا يتطلب الحضور الشكلي فقط أمام الشاشة، ولكن مسألة ثقافة المذيع مهمة جداً، ويتطلب الأمر الاطلاع اليومي على المستجدات في الساحة المحلية والعالمية لأجل أن يكون مقدم البرنامج متمكناً من المادة التي يقدمها، وكثيراً ما يتطلب الأمر الاستعداد المسبق حتى لا يتعرض المذيع للإحراج في أي موقف. كماانتقدت «الركابي» المجاملات التي تحدث في المجال الإعلامي وبخاصة في مجال التلفزيون بأنها معيقة للإبداع وأحياناً تمتد إلى إلغاء برنامج أو إيقافه. وتشدد على أن ما يؤرقها كإعلامية وجود قنوات مغرضة تدس السم في العسل ونحن لانزال نائمين في «العسل». مكسرات ، أصداف، برامج تشارك «الركابي» في إعدادها، وتبدو مسميات ناعمة، ولكنها تخبرنا أن مسميات البرامج يتشارك فيها مسؤولون ومعدون ومذيعون، كما يشارك في إعداد هذه البرامج فريق متكامل ومتنوع وهذا ما يحقق لهذه النوعية من البرامج النجاح والمتابعة من قبل الجماهير، ويحقق الشهرة لمقدم أو مقدمة البرنامج، وفي هذا المجال توضح أن الشهرة التي يحصدها المذيع هي أكبر دافع ومحفز للاستمرار والتطوير والإصرار على النجاح وإرضاء المشاهدين . وتضيف: «وجدت نفسي كثيراً في البرامج الحوارية وبرامج الأطفال وجعلني العمل الإعلامي أكثر قوة وصلابة ومنحني الشجاعة والجرأة والصبر». «الركابي» التي أمضت 13 عاماً في التلفزيون، لم يلامس العمل الإعلامي أحلامها في الطفولة والمراهقة ولكنها كانت تميل إلى الإبداع في تصفيف الشعر وانتقاء الملابس ووضع لمسات الماكياج على الوجه وهذا الأمر لم يكن مسموحاً به عائلياً قبل الزواج، وربما حقق لها العمل التلفزيوني الارتواء من هذا الشغف «الجميل».