يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم زيارة إلى أديس أبابا لرئاسة وفد بلاده المشارك في أعمال القمة الأفريقية التي تلتئم السبت، يلتقي على هامشها رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين في محاولة لتسريع حل النقاط العالقة في مفاوضات «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا وتتحفظ القاهرة عن سعته التخزينية المعلنة لتأثيرها على حصتها من مياه النيل. وتأتي الزيارة قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات تستضيفها الخرطوم، حيث من المقرر أن تناقش اللجنة الفنية الثلاثية التي تضم 12 خبيراً من مصر وإثيوبيا والسودان، العروض الفنية التي سيتقدم بها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان اللذان أوكل إليهما وضع الدراسات الفنية والبيئية عن تأثيرات السد الإثيوبي على مصر والسودان، تمهيداً للتعاقد معهما. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن السيسي سيلتقي على هامش القمة عدداً من رؤساء الدول الأفريقية «بهدف البحث في سُبل تعزيز العلاقات الثنائية مع تلك الدول في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن مشاركة الرئيس في القمة «تأتي في إطار حرص مصر على تفعيل علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية وتعزيز مشاركتها في العمل الأفريقي المشترك إيماناً منها بوحدة المصير وأهمية بذل الجهود اللازمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والسعي إلى تسوية المنازعات في القارة، جنباً إلى جنب مع دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة». وأوضح أن «أهم المواضيع المطروحة على جدول أعمال القمة المقبلة تتمثل في مناقشة مسألتي الحوكمة والانتخابات والالتزام بالمبادئ الدستورية، فضلاً عن تمويل الاتحاد الأفريقي، إذ تم اختيار الموضوعين ليكونا محور النقاش في الجلسة المغلقة التي يعقدها رؤساء الدول والحكومات قبل الافتتاح الرسمي لأعمال القمة، والتي ستتناول مواضيع السلم والأمن في القارة وسُبل تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب». ولفت إلى أن السيسي سيقدم تقريراً إلى القمة بصفته رئيساً للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، يتناول نتائج قمة باريس لتغير المناخ التي عقدت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي والجهود التي بذلتها مصر في إطار قيامها بالتفاوض نيابة عن أفريقيا في القمة. وأضاف أن «من المقرر أن تعتمد القمة الأفريقية نتائج انتخابات أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي، عقب فوز مصر اليوم بعضوية المجلس في الانتخابات التي شهدها المجلس التنفيذي الوزاري للاتحاد الأفريقي». ولفت إلى تزامن عضوية مصر في مجلس السلم والأمن الأفريقي مع عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معتبراً أن ذلك «سيتيح لها أن تسهم في تعزيز التنسيق والتناغم بين المجلسين في تناول القضايا الأفريقية، أخذاً في الاعتبار الارتباط الوثيق بين أجندتي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في ما يتعلق بالتعامل مع أزمات القارة الأفريقية». وتلقى السيسي أمس اتصالاً هاتفياً من رئيس جنوب السودان سالفاكير ميارديت الذي عرض آخر تطورات تنفيذ اتفاق التسوية السلمية الذي تم توقيعه في آب (أغسطس) الماضي، وأكد «تطلعه لتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة وحرص بلاده على مواصلة تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين»، وفقاً لبيان رئاسي مصري نقل تأكيد السيسي دعم مصر لحكومة جنوب السودان، كما أكد أن «مصر تدعم جهود شركاء التسوية السلمية كافة من أجل تدشين الحكومة الانتقالية في أقرب فرصة، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى جنوب السودان». وتعهد السيسي «استمرار مصر في مساندة الجهود التنموية في جنوب السودان»، معرباً عن ثقته في أن «حكمة قيادات جنوب السودان ستؤدي إلى طي صفحة الماضي والبدء في مرحلة جديدة تُحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يتطلع إليها شعب جنوب السودان». وكان الرئيس المصري تلقى أول من أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس الذي أكد خلال الاتصال «اهتمام بلاده بمواصلة تعزيز علاقاتها مع مصر، سواء على الصعيد الثنائي في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وفي الإطار الإقليمي باعتبار مصر ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». كما أكد الرئيس القبرصي «أهمية التعاون الثلاثي القائم بين مصر وقبرص واليونان»، منوهاً إلى «حرص قبرص على تفعيل وتطوير علاقات التعاون الوثيقة بين الدول الثلاث بما يعزز من الأمن والتنمية في منطقة شرق المتوسط». وأشار البيان إلى أن السيسي «أشاد بدور قبرص المهم في مد جسور التعاون في منطقة المتوسط، وأكد أن مصر تُبادِل قبرص الاهتمام نفسه بتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين المصري والقبرصي». وأشار إلى «أهمية الحفاظ على دورية انعقاد آلية القمة الثلاثية التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، والعمل على البدء في تدشين مشاريع مشتركة في عدد من مجالات التعاون الواعدة بين البلدين». وأوضح البيان المصري أن «الرئيس القبرصي أطلع السيسي على محصلة التحرك القبرصي من أجل دفع جهود السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين، بما يسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».