بدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم (السبت)، جولة واسعة في دول أميركا اللاتينية في مسعى لتوسيع علاقات بلاده خارج نطاق نفوذها التقليدي. ومن المقرر أن يزور اردوغان البيرو والإكوادور في أول مرة يزور فيها رئيس تركي هذين البلدين، وسيتوقف في تشيلي في أول زيارة لرئيس تركي منذ زيارة الرئيس الأسبق سليمان ديميريل في العام 1995. وتشمل أجندته محادثات مع زعماء أميركا الجنوبية حيث يتوقع أن يشارك اردوغان في منتديات أعمال لتعزيز العلاقات التجارية. وزار اردوغان كوبا وكولومبيا والمكسيك في شباط (فبراير) 2015. وأفادت الرئاسة التركية بأنه سيبدأ جولته في تشيلي ويتوجه بعدها إلى البيرو قبل أن يختتم زيارته في الاكوادور، مضيفة أن الرحلة "تظهر الأهمية التي نعلقها على دول أميركا اللاتينية". وتسعى تركيا إلى تنويع شركائها ليتخطوا الدائرة التقليدية في حدود الامبراطورية العثمانية في منطقة الشرق الأوسط والبلقان، بحسب محللين. ورأى المحلل ارون شتاين من مركز "المجلس الأطلسي" الأميركي للدراسات، أن "الزيارة تأتي في إطار طموح تركيا طويل الأمد لتوسيع تواجدها في أميركا اللاتينية لزيادة نفوذ تركيا عالمياً، وكذلك للوصول إلى شركاء تجاريين جدد". ومع انفتاحها على أميركا اللاتينية، فيبدو أن تركيا ترغب في تشكيل تحالفات جديدة في مناطق جديدة مع تقلب علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وقال شتاين إن "زيارة اردوغان إلى أميركا اللاتينية تهدف الى تنويع علاقات بلاده"، موضحاً أنها "جزء من طموح تركيا الأوسع لتعميق علاقاتها مع عدد من اللاعبين بمنأى عن تحالفها مع الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي المنفردة". وتابع "إنها استمرار لسياسة خارجية تم وضعها في السنوات الاولى من الألفية الثالثة". وتغطي السياسة الخارجية لتركيا أيضاً أفريقيا التي أصبحت محط اهتمام أكبر من تركيا، حيث زارها اردوغان مرات عدة في السنوات الأخيرة. ويعتبر رئيس الوزراء الحالي أحمد داود اوغلو الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، مهندس هذه السياسة، إذ سعى إلى أن يكون لتركيا دور رئيس في الشؤون العالمية وليس فقط الإقليمية. وانتقدت بعض الأوساط هذه السياسة الخارجية التركية الجديدة وقالت إنها "عثمانية جديدة، وتبتعد عن المحور الغربي". وهاجم ابراهيم ابراهيم، مستشار اردوغان، هذه الانتقادات وقال إنها "ابتعاد عن الغرب". وكتب في صحيفة "صباح" اليومية الموالية للحكومة أن "البعض يذهب حتى إلى درجة أن يرى الانتفاح على أميركا اللاتينية وأفريقيا على أنه ابتعاد عن الغرب". وأضاف أن ذلك "يدعو إلى التساؤل حول ما إذا كانت هذه التحليلات لها معنى في عالم متزايد التداخل والفرص الجيوسياسية الجديدة". وفي مؤشر على تزايد قوة تركيا الناعمة، تجتاح المسلسلات الدرامية التركية دول أميركا اللاتينية، ما يدفع المسؤولين في تلفزيونات القارة إلى البدء في استيراد المسلسلات التركية في المنطقة المعتادة على تصدير مثل هذه المسلسلات.