طرحت الحلقة الأخيرة من برنامج «استوديو مصر» على شاشة «نايل سينما» عدداً من التساؤلات حول الجدوى من تخصيص حلقة كاملة لفيلم لم ينجز بعد، في الوقت الذي تظهر عشرات الافلام وتثير إشكالات وقضايا كثيرة من دون أن تلتفت إليها الفضائيات. الفيلم، الذي لا يزال مشروعاً مؤجلاً يراود خيال صناعه المجهولين باستثناء كاتب السيناريو فايز غالي، هو «المسيح والآخر»، وقد خصص البرنامج حلقة استضافت المؤلف غالي والإعلامية فريدة الشوباشي، والناقدة ماجدة موريس، والناقد أحمد فايق، ورجل دين قبطياً مسيحياً، فضلاً عن اتصال هاتفي مع المخرج المحتمل أحمد ماهر، ومع المنتج المحتمل محمد عشوب ...كل ذلك لإبداء الرأي حول فيلم سيتناول السنوات الأولى في حياة المسيح، علماً ان السينما العالمية قدمت نحو 400 فيلم تتناول حياة المسيح من مختلف الزوايا، وبمعالجات درامية شتى. بلغة الفلسفة، يمكن القول إن الحلقة المذكورة تصدت ل «إشكالية زائفة»، فمشروع الفيلم لا يزال في طور الإعداد، ولم يتم بعد الاتفاق مع الأطراف الأساسية في العمل من قبيل المخرج والممثلين الرئيسين والتقنيين. وما فهمناه مما دار في الحلقة هو أن ثمة مشاكل انتاجية، وهذه المشاكل الإنتاجية تواجه غالبية الافلام، إن لم نقل كلها، وبالتالي فالمشكلة الانتاجية ليست جديدة، بل هي شائعة في عالم السينما، ولا تشكل حدثاً نادراً يستحق كل هذا الجدل والنقاش. وبغرض «تضخيم الموضوع» لم تتردد مقدمة البرنامج في طرح أسئلة من العيار الثقيل، كأن تسأل: ما مدى صحة ما قيل من أن مورغان فريمان أو صاموئيل جاكسون أو مونيكا بيلوتشي سيجسدون أدواراً في هذا العمل السينمائي المنتظر؟ بدت الحلقة، وكأنها دعاية مسبقة لفيلم لم يزل عبارة عن سيناريو، ولو عدنا الى تاريخ السينما العالمية لقرأنا عن سيناريوات افلام كثيرة لم تر النور، بل إن ثمة افلاماً أنجز قسم منها ومن ثم توقف العمل لهذا السبب أو ذاك. وعليه فإن اجتهاد برنامج «استوديو مصر» لا يدرج ضمن السبق الصحفي، ناهيك عن أن النقاش جاء عقيما ومكرراً في أغلب جوانبه، مع التقدير لجميع المشاركين. فاختيار المواضيع لهذا البرنامج أو ذاك ليس أمراً ثانوياً، بل ان نجاح أي برنامج يعتمد، أساساً، على الحس النقدي الرفيع في اختيار هذه القضية دون تلك. والمفارقة أن الواقع السينمائي العربي يعج بمشكلات وهموم جدية لا حصر لها، لكن «استوديو مصر» أراد أن يتجاهل ذلك الصخب السينمائي، وبحث في مسألة لا تزال على شكل أمنية، نأمل ألا تكون عصية المنال!