«Yoomag» مجلة تسعى إلى كسر عزلة الشباب اليمني القارئ باللغة الأجنبية، في وقت لا تزال القضايا الشبابية شبه غائبة عن المشهد الصحافي اليمني. وعلى رغم قلة عدد الشبان اليمنيين الذين يجيدون لغات أجنبية إلا أن مي نعمان (27 سنة) متفائلة في شأن استمرار تجربة «يوماغ» ونجاحها، المجلة الشبابية الأولى والوحيدة الصادرة حتى الآن باللغة الإنكليزية. وقالت مي التي توصف بأنها اصغر ناشرة ورئيسة تحرير مجلة يمنية تنشر باللغة الإنكليزية أن فكرة إصدار «يوماغ» تعود إلى مرحلة إقامتها وأسرتها في مصر حيث كانت تساهم هناك في الكتابة في مجلات تصدر بالإنكليزية وحين عادت إلى اليمن شعرت بمدى الفراغ الناجم عن غياب مثل هذا النوع من الإصدارات الشبابية. ومعلوم أن سوق الصحافة في اليمن لا يزال يعتمد على نخب مدينية صغيرة نظراً الى نسبة الأمية الكبيرة المنتشرة في البلد، وتضيق الحلقة أكثر مع القراء بلغات أجنبية. وبحسب مي نعمان فأن توزيع «يوماغ» التي تصدر موقتاً كل شهرين، يقتصر على أربع مدن يمنية هي صنعاء وتعز وعدن والحديدة. وتتوزع محتويات «يوماغ» التي تطبع بحجم صغير في شكل مجلات جيب، ما بين مقالات الرأي والقضايا والاستبيان والتحقيقات والمقابلات إضافة إلى تقديم نماذج شبابية ناجحة من المجتمع المحلي، كما تساهم المجلة أحياناً في تبني حملات توعية تنفذها منظمات شبابية وجمعيات ناشطين. وقالت مي: «نسعى إلى توزيع المجلة في مدن يمنية أخرى ودول عربية وأجنبية لا سيما تلك التي يتواجد فيها طلاب يمنيون مثل ماليزيا». ولا تزال الصحف اليمنية الصادرة باللغة الإنكليزية نادرة ويغلب عليها الطابع السياسي الإخباري. كما تغيب قضايا الشباب عن معظم ما يصدره المشهد الصحافي اليمني. وذكرت مي أن اختيار الإنكليزية في النشر يعود إلى انتشار هذه اللغة بين الشباب في حين لا توجد مجلة بهذه اللغة تتكرس لقضاياهم، لافتة إلى أن معظم الطاقم العامل والمتعاون هم من الشباب وغالبيتهم متعاونون غير موظفين أو متفرغين. وكشفت رئيسة تحرير «يوماغ» عن صعوبة في عمل مجلتها تتمثل بشح الإعلان في السوق اليمنية خصوصاً مع المجلات «ناهيك بأن تكون شبابية». وأوضحت أن بعض القائمين على المؤسسات والمنظمات المعلنة هم من كبار السن الذين قلما يبدون اهتماماً بالمطبوعات الشبابية. لكنها أكدت أن المجلة ستستمر في الصدور ولا يمكن أن تتوقف أو لا تنتظم في الصدور على غرار بعض المطبوعات اليمنية. وكانت «يوماغ» التي تحتفل قريباً بمرور سنة على صدورها شرعت أخيراً بنشر مادة عربية الى جانب الإنكليزية. وقالت نعمان: «نسعى الى توسيع المواد العربية لتصل إلى 50 في المئة»، مشيرة إلى أن مجلتها توزع ما بين 2000 و3000 نسخة توزع في أماكن يتواجد فيها الشباب مثل الجامعات الخاصة والمقاهي الحديثة. ولوحظ قلة اهتمام طلاب الجامعات الحكومية باقتناء مثل هذه المجلات ويأخذ مراد سبيع ( 21 سنة) على «يوماغ» ارتفاع سعرها البالغ 200 ريال (اي دولار واحد) قياساً الى مداخيل الطلاب. وقال طالب الأدب الإنكليزي في جامعة صنعاء ان الظروف المادية للطلاب بالكاد تسمح لهم بشراء «ملازم المقررات»، موضحاً ان قلة من الطلاب تسعى إلى القراءة خارج المقرر الدراسي. وكان بعض الجامعيين في اختصاصات معينة مثل اللغات والآداب سعى في أوقات سابقة إلى إصدار نشرات وصحف بلغات أجنبية بيد أن هذه التجارب ما لبثت أن واجهت الإخفاق قبل أن تتوقف نهائياً لعدد من الأسباب منها قلقة التمويل. ولكن وبحسب مي فإن مردود بيع «يوماغ» لا يفي حتى بكلفة طباعتها!