تنافس مرشحو الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي من أجل جذب الناخبين في مناظرة استضافتها دي موين، عاصمة ولاية آيوا، وغاب عنها متصدر الاستطلاعات البليونير دونالد ترامب الذي سلب الأضواء منهم، خلال لقاء نظمه لجمع أموال لحملته في جامعة دريك التي تبعد كيلومترات قليلة من مكان المناظرة الجمهورية. وأشار استطلاع أخير للرأي أجرته محطة «سي إن ان» ومؤسسة «او ار سي» إلى أن أكثر من ثلثي الناخبين الجمهوريين يرون أن قطب العقارات سيكون مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. وهو نال نسبة 41 في المئة من أصوات هؤلاء الناخبين في مقابل 19 في المئة لكروز. لكن ترامب سيخوض معركة فعلية في آيوا ليبقى في طليعة السباق، إذ يتقدم على كروز بفارق نحو 5 نقاط مئوية فقط. ومع بدء المناظرة، تطرق المرشحون السبعة إلى «الغائب الحاضر»، كما وصفته باستياء الإعلامية ميغان كيلي، المذيعة في قناة «فوكس نيوز» الإخبارية التي يعتبر ترامب أنها منحازة ضده. وسخر صاحب المركز الثاني في الاستطلاعات تيد كروز، من ترامب، واستحضر خطابه قائلاً: «أنا مهووس وكل مرشح موجود على هذه المنصة أبله وسمين وقبيح. بين (كارسون) أنت جراح مروع»، وهو ينظر إلى الجراح المتقاعد المرشح. وختم مازحاً «انتهينا من حصة ترامب، وبعدما تخلصنا من مشاركته لنظهر للناس في هذا البلد لماذا يعتقد كل منا أنه يمكن أن يكون أفضل قائد». ويُصرّ كروز الذي تدعمه شخصيات دينية أو مناهضة للإجهاض، على إمكان الفوز على ترامب، وقدِم برفقة 12 ألف متطوع وموظف إلى آيوا التي تفتتح الانتخابات التمهيدية الإثنين المقبل، قبل أن يتجه السباق إلى نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا. وفي غياب المرشح الصاخب، ركز كروز وخصومه الباقون على مواقفهم السياسية. ودار جدل حاد حول الهجرة والمهاجرين السريين بين كروز والسيناتور ماركو روبيو الذي اتهم كروز بتغيير موقفه لكسب التأييد، وقال: «الحقيقة هي أنك كنت مستعداً طوال الحملة لقول وفعل أي شيء لكسب أصوات». وتناول النقاش أيضاً مسائل الأمن القومي والإسلام المتطرف والاستراتيجية العسكرية التي يجب اتباعها في مكافحة تنظيم «داعش»، ووضْع متصدرة استطلاعات الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وقال حاكم نيوجيرسي كريس كريستي: بصفتي مدعياً عاماً فيديرالياً سابقاً لا أحد على هذا المنبر افضل استعداداً مني للمرافعة في القضية ضد كلينتون». وتذكر حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي واجهت حملته صعوبة في تحقيق تقدم، تهديد ترامب بحظر دخول المسلمين إلى البلد، مؤكداً أن أي تحرك غير عقلاني مماثل سيخلق بيئة «سامة» في الولاياتالمتحدة. كما هاجم تصريحات ترامب السلبية في شأن النساء وذوي الأصول اللاتينية، وسخريته من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً ان «هذا ليس مؤشر قوة». على صعيد آخر، اعترف مايكل فاناك خيم ميزيوتش، القائد في البحرية الأميركية، بذنبه في تهم فساد وجهت إليه لقبوله برحلات مدفوعة التكاليف وبطاقات لحفلة للمغنية ليدي غاغا من رجل الأعمال الماليزي ليونارد فرنسيس، يقدم خدمات لأسطول البحرية الأميركي في المحيط الهادئ، في مقابل تزويده معلومات سرية. واعترف ميزيوتش الذي ولد في كمبوديا خلال حرب فيتنام واسترعى انتباه وسائل إعلام إثر ترقيته إلى منصب قائد مدمرة في البحرية الأميركية، أمام محكمة في سان دييغو، بأنه نقل معلومات عن حركة السفن، وساعد في ترتيب زيارات لسفن أميركية في مرافئ توفر فيها شركة مملوكة لفرنسيس قاطرات وخدمات أمنية ووقوداً وخدمات أخرى. في المقابل، قدم فرنسيس لميزيوتش هدايا مثل السفر والترفيه والإقامة في فنادق فخمة وخمس بطاقات لحضور حفلة ليدي غاغا في تايلاند في ايار (مايو) 2012. وقالت مساعدة المدعي العام ليزلي كالدويل: «في مقابل العطلات الفخمة والهدايا وخدمات أخرى، خان القائد ميزيوتش قسمه ونساء ورجال البحرية الأميركية ودافعي الضرائب الأميركيين، عبر توجيه عقود مربحة إلى راعيه المالي». بدوره، اعترف فرنسيس بذنبه في الرشوة، ووافق على إعادة 35 مليون دولار على شكل أرباح غير شرعية. ووفقاً للاتفاق الذي أبرمه مع الادعاء، اعترف فرنسيس بدفعه رشاوى تناهز قيمتها 500 ألف دولار لمسؤولين في البحرية الأميركية.