استيقظ مواطنو منطقة الباحة في محافظاتها كافة صباح أمس على زخات المطر، وصوت الرعد، وسيل الماء المنهمر من السماء تحت أرجلهم، بعد انقطاع من هطول الأمطار لم يغب عن أعينهم إلا قليلاً محدثةً سيلاً عرماً، استنفر قوات الدفاع المدني في المنطقة بغية درء مخاطره. وكانت أمطار متوسطة إلى غزيرة هطلت صباح أمس (السبت) على محافظات منطقة الباحة كافة، بدأت من فجر أمس ولم يهدأ عنفوانها إلا في السادسة مساءً، تسببت في حوادث مرورية عدة، منها حافلتان صدمتا أعمدة إنارة وسيارات عدة، ما نجم عنها إصابة ثلاث طالبات (كانت إحدى الحافلتين تقلهن إلى الجامعة) بإصابات وصفت ب«البسيطة»، إضافة إلى إصابة أحد سائقي الحافلتين، وغرق شاب (16 عاماً) في واد (قرب سد العقيق) انتشل غواصو «مدني الباحة» جثته بعد لأي من سقوطه. في وادي «الخيطان»، أكد شهود عيان ل«الحياة» أن منسوب الوادي زاد بارتفاع تجاوز «المترين»، ما تسبب في احتجاز فرقة تابعة لبلدية «بلجرشي»، كانت تؤدي أعمالها في الوادي. وعلمت «الحياة» أن الفرقة تتكون من 10 عمال ومراقبَين فنيين ومسؤول مشرف عليها، أنقذتهم العناية الإلهية حينما استطاعوا اللجوء إلى أحد الأماكن المرتفعة إلى أن يخف منسوب مياه الوادي، قبل أن يتم إجلاؤهم فيما بعد. وفي تلك الأثناء، طفح الماء في وادي «شرى» (جنوب محافظة بلجرشي). وفي الباحة، سالت الأودية كافة صباح أمس بعدما زاد منسوب المياه عن حجم استيعاب تلك الأودية، وفي المنطقة نفسها (الباحة) نجم عن الأمطار تعطل الحركة المرورية في طريق الملك عبدالعزيز (طريق أبها - الطائف) نتيجة زيادة ارتفاع منسوب المياه فيه وفي بعض الطرق الأخرى على «المتر ونصف المتر» وفق ما أكده ل «الحياة» المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي، الذي أوضح أن الأمطار تسببت في حدوث حال احتجاز لسيارات وأنفس في طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي في الباحة. من ناحيته، أكد المدير العام للمياه في منطقة الباحة المهندس منصور محمد آل عضيد ل «الحياة» أن أزمة المياه التي كانت تشهدها الباحة في صيف كل عام لن تحدث بعون الله هذا العام وذلك لأن منسوب الأمطار في السدود والآبار ارتفع إلى مستويات تجعل المنطقة مكتفية من المياه إلى السنة المقبلة على الأقل، إذ إن سد وادي «ثراد» فاض مرتين خلال أقل من أسبوعين، بينما لا يزال سد العقيق الذي يعد شرياناً رئيساً لإمداد المنطقة بالمياه يفيض، (حتى ساعة إعداد هذا التقرير). من جهة أخرى، يعاني الأهالي في التنقل في الطرقات التي دمرتها السيول، إذ إن طريق وادي «الجنابين» (في محافظة بلجرشي) وجسر وادي «المليح» وجسر وادي «الحدق»، وطريق وادي «السويسية»، وطريق الملك سعود الجديد الرابط بين الطائف ومحافظة «العقيق» تعاني من آثار السيول المدمرة. وقال المدير العام للنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بدوي ل«الحياة» إن أمر صيانة الطرق التي دمرتها مياه السيول سُلّم إلى شركات الصيانة المسؤولة ولا تزال أعمالها تحت التنفيذ. وأكد أن بعض تلك الطرقات ربما تحتاج إلى مدة طويلة حتى تعود إلى ما كانت عليه، مرجحاً أنها قد تستغرق شهرين لإصلاحها. وفي تطور لافت لحصر الأضرار الناجمة عن السيول التي ضربت المنطقة خلال فترة سابقة من هذا الشهر وبعد انتهاء مدة ال 10 أيام التي حددت لحصر الأضرار، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي ل«الحياة» أن «مدني الباحة» لم تحصر طلبات أضرار المتضررين من السيول، على رغم انتهاء المهلة المحددة لحصرها. وحول مصير من تأخر في كشف الأضرار التي لحقت بممتلكاته، كشف الغامدي توجيه المتأخرين إلى إمارة المنطقة، «وهناك يتم التعامل مع طلباتهم». وعلمت «الحياة» من مصدر مسؤول في مديرية الدفاع المدني أن تمديد فترة حصر الأضرار من عدمه يعود إلى «الإمارة»، مؤكداً أنها استقبلت الحالات المتأخرة كافة.