فيما استعرض المدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق، خلال مشاركته في مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب والتطرف بماليزيا، جهود المملكة وخبراتها في هذا المجال على المستويين المحلي والدولي، أكد أن ما حققته من نجاحات هو نتاج دراسات علمية قامت بها جهات متخصصة وأكاديمية، في محاولة لفهم أسباب وجذور التطرف وآليات التجنيد لدى الجماعات الإرهابية، وأنه لم يصرح بأن المملكة العربية السعودية تدعم المسلحين وعائلاتهم مادياً، معبراً عن أسفه لذلك، مؤكداً أنه لم يتحدث إلى أي وسيلة إعلام ماليزية، وأبدى استغرابه من أن بعضاً مما نُسب له لم يتم التطرق إليه البتة في الورقة التي ألقاها، وهو ما يعتقد أنه اجتهاد أو سوء فهم من أحد الصحافيين الذين قاموا بتغطية فعاليات المؤتمر. وكان الهدلق تناول في ورقة عمل قدمها في هذا المؤتمر جهود وزارة الداخلية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في المملكة من خلال المناشط والبرامج النابعة من الخطط الاستراتيجية والسياسات الرسمية سواء على المستوى الميداني والواقعي أم الفضائي الإلكتروني. كما أشار إلى الجهود المميزة التي يقوم بها مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي أصبح أنموذجاً دولياً في مجال مكافحة التطرف وإعادة التأهيل، إذ زاره أكثر من 200 وفد دولي للتعرف على التجربة السعودية ذات الطبيعة الشاملة في المعالجة. كما استغرب الهدلق تجاهل بعض وسائل الإعلام الجهود الكبيرة والمميزة التي تقوم بها الحكومة السعودية على المستويين المحلي والإقليمي، وأن يتم التركيز على جزئية بسيطة تناولتها الوسائل الإعلامية بطريقة خاطئة ومشوهة، إضافة إلى أن التغطية الإعلامية المشار إليها خلطت بين ما تم ذكره كمحاور للاستراتيجية السعودية الشاملة لمكافحة التطرف وبين آليات تنفيذ هذه الاستراتيجية، مما يعتبر خطأ أدى إلى التحريف في طبيعة التقرير الصحافي الذي تم نشره، لافتاً إلى أن الأهم في مثل هذه اللقاءات هو الثناء الدائم الذي نسمعه عن جهود المملكة من المتخصصين والخبراء في الدول المشاركة، واعتبار المملكة دولة رائدة لديها الكثير من الخبرات والتجارب التي يمكن أن تستفيد منها الأسرة الدولية. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر، الذي نظمته الحكومة الماليزية نهاية الشهر الجاري، برعاية فخامة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب، في إطار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، إذ حذر نجيب في كلمته الافتتاحية من الإرهاب، واعتبره مهدداً للمجتمع الدولي، وأن على الجميع العمل مكافحته بصورة جماعية، وبخاصة الأفكار المتطرفة العنيفة التي تعزز من انتشاره. يذكر أنه شارك في المؤتمر جميع أعضاء رابطة دول جنوب شرقي آسيا، إضافة إلى عدد من الدول الغربية المهتمة بشكل كبير بمكافحة التطرف العنيف. فيما شارك من الدول العربية كل من السعودية والإمارات، نظراً إلى ما لديهما من خبرات في هذا المجال. وتتمثل أهم أهداف المؤتمر في تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات في مكافحة التطرف العنيف. وفي كلمة لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي، أكد أهمية التعاون بين الدول وضرورة العمل على صنع مبادرات وبرامج إبداعية تكون فعالة في مكافحة التطرف العنيف الذي شوه صورة الإسلام والمسلمين في المجتمع الدولي، داعياً في الوقت ذاته إلى نشر قيم التسامح والاعتدال التي تعتبر من تعاليم الدين الإسلامي.