يساعد النوم تحت جنح الظلام على إفراز هرمونات معينة مفيدة للجسم من أهمها هرمون الميلاتونين الذي يتعطل طرحه مع وجود الضوء في غرف النوم، ولذا يسميه البعض بهرمون الظلام لأنه ينشط في العتمة، ويتوقف عن العمل في النهار. والميلاتونين هرمون طبيعي تفرزه غدة بحجم حبة الحمص تقع في قاع الدماغ تعرف بالغدة الصنوبرية، وهو مسؤول عن وظائف فيزيولوجية في الجسم أهمها تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وضبط إيقاع النوم، ولهذا يطلق عليه البعض لقب هرمون النوم. وتشير دراسات إلى أن هرمون الميلاتونين فعّال في علاج مشاكل صحية كثيرة، مثل التهابات المفاصل، وداء الصرع، وحروق الشمس، والتهابات الدماغ، وأمراض القلب، والهشاشة العظمية، وداء الاكتئاب، والصداع، واضطرابات الشهية. كما يملك تأثيرات أخرى، فهو مقوٍ للمناعة ويحمي من مرض ألزهايمر ومضاد للشيخوخة والسرطان والأكسدة والأرق. وأفاد باحثون بأن الأشخاص الذين يعانون الأرق يملكون مستويات منخفضة من هرمون الميلاتونين في الدم، فمستوى هذا الهرمون يقل مع تقدم السن، من هنا فكرة معالجة اضطرابات النوم لدى المسنين والمسافرين الذين يشكون من فارق التوقيت باستعمال دواء الميلاتونين الصناعي الذي يحاكي بعمله عمل الهرمون الطبيعي. وتقوم حبة الميلاتونين بتصويب ساعة الجسم في الاتجاه الصحيح، فإذا تم تناولها بين الساعة الثالثة بعد الظهر والسادسة مساء، فإنها تخدع الجسم بحلول الليل فيشعر الشخص بالنعاس ويخلد إلى النوم. ويجب أن يتم تناول الميلاتونين تحت إشراف طبي، لأنه قد يشكل خطراً على صاحبه إذا ما تم تناوله في وقت غير مناسب، ولا يجوز وصفه للمصابين بأمراض كبدية أو كلوية أو قلبية أو عصبية، ويمنع منعاً باتاً إعطاؤه للنساء الراغبات في الإنجاب.