تبدو مهمة نادي النصر هذا المساء صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة، ففارق الثلاثة أهداف ومن أمام الهلال قد تتحول إلى سراب وتنتهي الحكاية كما انتهت في مواسم سابقة، فالتأهل أمره صعب للغاية، ولكن إن حدث فإنه سيكون حدثاً تاريخياً لن يتوقف الحديث عنه إلا مع بداية الموسم المقبل، ولكن إذا كان النصر جاهزاً ويحدوه الأمل، فإن الهلال أكثر جاهزية، وقد ضحَّى بالمباراة الأخيرة في دوري أبطال آسيا من أجل هذه الليلة، ويمكن أن يخسر الهلال كأس آسيا برمتها على ألا يخسر التأهل من أمام النصر، هذه طبيعة التنافس الذي يحاول البعض أن يمحوه من قاموس الكرة السعودية. اليوم كل المؤشرات تشير إلى أن الهلال هو الأقرب إلى التأهل والوصول إلى النهائي من النصر، لكن ثمة عوامل كثيرة ربما ترجح كفة النصر إذا ما استطاع أفراده أن يتعاملوا مع المباراة على أنها مباراة يجب كسبها بغض النظر عن عدد الأهداف، لأنه إن شعر النصراويون بأنهم مطالبون بثلاثة أهداف فقد لا يسجلون أي هدف وهذه نظرية جربها النصر كثيراً وأخفق فيها مرات عدة، وربما يلعب الهلال على مسألة امتصاص الحماسة النصراوية ومحاولة سرقة المباراة وهو أسلوب قد يكون مفيداً، أما إذا ما نازل الهلال النصر نداً لند فإن ظروف المباراة قد تحدد نسبة المتأهل بشكل كبير. تبقى عملية الاستعداد التي جرت في الأسبوعين الماضيين من كل فريق، فالنصر استعد والهلال هو الآخر استعد، فالفريق الهلالي بكل نجومه ارتاح لهذه المباراة، بينما النصر حاول ترميم صفوفه لعل وعسى، والهلال وهذه حقيقة ليس بذلك الفريق السهل الذي يمكن الفوز عليه بفارق ثلاثة أهداف. يمكن للنصر أن يفوز لكننا نرى صعوبة بالغة في تجاوز الهلال بذلك الفارق، والأكيد أننا موعودون بمباراة لن تقل عن السابقة من حيث الإثارة وليس من حيث عدد الأهداف، ولعل التوقعات والتمنيات تتقاطع هذه المرة وثير من الحساسية ما قد تثيره من أمور تنعكس على الأجواء العامة. لكنها مباراة - والله أعلم - محسومة لمصلحة الهلال من حيث قدرته على التأهل، لكن النصر يمكن أن يفوز بفارق هدف أو هدفين، بل إن هناك من الهلاليين من يطمح في تكرار الخمسة، فقد أصبحت المسألة مجرد رغبات وأماني وتطلعات، لكن من الفريق المتأهل؟ المتأهل سيولد في المباراة وليس قبلها، فالنصر سيحاول والهلال سيدافع عن تقدمه في الشوط الأول، النصر حضر في أمسية قبل المباراة ليستمع إلى نصائح الشيخ سلمان العودة عن الإصرار والعزيمة وعدم الاستكانة إلى واقع الحال فقد تتغير أمور كثيرة. [email protected]