اختتم رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني زيارته الرسمية للبنان امس، بعد سلسلة لقاءات شملت مروحة واسعة من الرسميين وقيادات روحية وسياسية وحزبية، وكان آخرهم امس الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، فيما اعلن مكتب العلاقات الاعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله التقى رئيس الحكومة القطري. وأوضح بيان الحزب ان نصر الله والشيخ حمد «استعرضا مختلف التطورات السياسية على مستوى كل المنطقة والتهديدات الإسرائيلية للبنان وسورية وما يجري في فلسطين والمسؤوليات العربية في مواجهتها. كما استعرضا الأوضاع السياسية في لبنان منذ اتفاق الدوحة إلى الوقت الحاضر». وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي ان البحث مع المسؤول القطري تركز على «التطورات الراهنة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط». وكان الشيخ حمد بن جاسم التقى ليل اول من امس البطريرك الماروني نصر الله صفير، وجرى بحسب بيان صادر عن بكركي، «عرض العلاقات الثنائية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأكد رئيس الحكومة القطري الدعم الدائم للبنان، مثمناً العلاقات والروابط الانسانية التي تجمع البلدين». وقالت مصادر مواكبة لزيارة رئيس الوزراء القطري لبيروت ولجولاته على القيادات السياسية اللبنانية قاطبة، إن الجانب القطري أراد لمناسبة قيامه بالزيارة المقررة سلفاً في إطار الاجتماع الدوري للهيئة العليا المشتركة بين البلدين والتي أدت الى توقيع اتفاقات مهمة بينهما، أن يطمئن الى الأوضاع اللبنانية من موقعه كراعٍ لاتفاق الدوحة الذي أنهى صراعاً حاداً ومسلحاً في العام 2008، «وبالتالي فإن لقطر دوراً معروفاً في دعوة الأطراف اللبنانيين الى اعتماد خطاب التهدئة والتوافق في هذه المرحلة في شكل عام، من دون أن يعني ذلك الدخول في التفاصيل». وأضافت المصادر نفسها: «من المعروف أن الجانب القطري يستقبل بين الفينة والأخرى الفرقاء اللبنانيين ويتباحث معهم في الشأن اللبناني وسبق أن استقبل وفداً من نواب كتلة «حزب الله» قبل الزيارة بأيام، ومناقشاته مع الفرقاء ركزت على ضرورة الحفاظ على جو التهدئة والتوافق، وأهمية الدور القطري كفريق عربي أنه الوحيد تقريباً الذي له صلات مع جميع الأطراف من دون استثناء وهذا ما يؤهله دائماً لمخاطبة الفرقاء، داعياً إياهم الى تدوير الزوايا وإيجاد الجوامع المشتركة وتحقيق توازن في العلاقات الداخلية والابتعاد عن التشنجات في ظل ارتفاع حرارة المواقف من قبل الأطراف في المنطقة». ورداً على سؤال في شأن اتصالات قطر الخارجية حول التهديدات الإسرائيلية للبنان، أوضحت المصادر أن الدوحة «تتميز بأن لها صلات جيدة مع الأميركيين والأوروبيين وبالتالي قنوات اتصال مع إسرائيل وفي الوقت نفسه مع سورية وسائر الدول العربية و«حزب الله». وإضافة الى تصريحات الشيخ حمد الرافضة للاتهامات الإسرائيلية للبنان وقوله إن خلفياتها غير ما يدعون، فإن صلات الدوحة الخارجية تساهم مع الاتصالات الخارجية الأخرى، العربية والغربية في درء أي عدوان إسرائيلي على لبنان». وغادر الوفد القطري بيروت بعد ظهر أمس الى القاهرة للمشاركة في اجتماعات لجنة المتابعة العربية للبحث في التوجه الأميركي نحو رعاية استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة. وأشارت المصادر اللبنانية التي واكبت زيارة بن جاسم الى بيروت، الى أن الجانب القطري يسعى في هذا الصدد الى تأمين توافق عربي لا يؤدي الى عرقلة التوجه نحو المفاوضات من جهة إذا تقرر استئنافها، ويراعي مصالح الدول التي لها وجهة نظر في هذا الصدد ومنها سورية.