انتدب حماد للعمل في قرية بعيدة. استأجر بيتاً قصياً في طرفها. وقفل راجعاً لإحضار زوجته. بعد أسبوع وصل في جنح الليل. مرت أسابيع على وصول حماد، لكن أحداً لم ير زوجته أو يسمع صوتها، وعبثاً حاول الجيران التعرف على زوجة جارهم الجديد. كان حماد يرفض الدعوات المتكررة من جيرانه وزملاء عمله، وهو يتولى كل الأعمال التي تتطلب خروج زوجته من الدار، ويقضي حوائجها بنفسه، حتى أن بعض الجيران اصبح يشك في وجودها، لولا أن إحداهن رأتها صدفة وهي تغلق باب الدار. بعد مرور عام على وصول حماد الى القرية تيقن أهلها أن مدرّس اللغة العربية الجديد رجل متشدد، ولا يقبل خروج زوجته من منزلها، ويرفض ان تستقبل هي غريبات في بيتها، خشية أن يرى نساء سافرات في بيته. تقبل الناس وضع صاحبهم، رغم ان موقفة المتشدد نقل الى قريتهم سلوكاً لم يكن معروفاً من قبل، ويتنافى مع فطرتهم، وسماحة دينهم وتقاليدهم. لكن قصة صاحبهم انتهت في شكل درامي غير متوقع. في إحدى ليالي الشتاء أفاق أهل القرية على صوت زوجة حماد وهي تصرخ بأعلى صوتها وتستغيث. اندفع رجال القرية الى بيت جارهم لفهم ما يجري. وجد القوم حماد على باب منزله وهو في حال ذهول. دعاهم للدخول لحمل زوجته التي تعاني من نوبات طلق الولادة. دخل الرجال على زوجة حماد في غرفة نومها. كانت مريم مستلقية على ظهرها، ولا يستر جسدها الأبيض المكتنز سوى ثوب داخلي شفاف وقصير يكشف أكثر مما يستر. شاهد الرجال كل تفاصيل الجسد، وحملوه بين أيديهم. تذكرت قصة حماد بعد أن تابعت الجدل الذي تشهده الساحة السعودية حول حكم حضور صلاة الجماعة في المسجد. لا شك في أن لسان حال سكان القرية، وهم يرون زوجة حماد محمولة على أكتاف الرجال، وهي شبه عارية، لا يختلف عن لسان حال المواطن السعودي الذي يتابع هذه الأيام الجدل المثار حول حكم حضور صلاة الجماعة، وإغلاق المتاجر وقت إقامتها. تشدد حماد حتى اضطر الناس للدخول الى غرفة نومه وكشف عورة زوجته. وتشدد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إغلاق المحال التجارية وملاحقة الناس بالقوة، حتى وصلنا الى فتح جدل حول حضور صلاة الجماعة ذاتها.