وقّعت 35 دولة في ختام القمة الثالثة للأمن النووي في لاهاي أمس، على اتفاق يعزز الأمن النووي، ويدعم التحرك العالمي الذي يقوده الرئيس الأميركي باراك اوباما لمنع وقوع مواد خطرة في ايدي «ارهابيين». وتعهدت الدول الموقعة، وبينها اسرائيل وكازاخستان والمغرب وتركيا، ولكن ليس روسيا، في بيان مشترك «العمل معاً في شكل اوثق، وتقديم مراجعات دورية» لأنظمتها الحساسة للأمن النووي، وتطبيق المعايير المحددة في سلسلة ارشادات حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية المواد النووية. ويطالب الاتفاق الدول بخفض مخزون اليورانيوم العالي التخصيب الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل ذرية، وتحويله الى يورانيوم اقل تخصيباً وأكثر اماناً. واعتبر وزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز الاتفاق «الاقرب الى المعايير الدولية للأمن النووي»، فيما اقرّ وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس بأن الأمن النووي «لا يزال مسؤولية قومية، لكن التعاون الدولي الأوثق يمكن ان يساهم مباشرة في الحيلولة دون ان تتحول المواد النووية الى تهديد أمني». وكان مونيز قال في افتتاح القمة التي استمرت يومين: «يوجد ألفا طن من المواد التي يمكن استخدامها في انتاج اسلحة في العالم». وأشاد المحللون بالتعهد المشترك، لكنهم ابدوا قلقهم من عدم توقيع كل الدول عليه، خصوصاً روسيا التي تملك مخزوناً كبيراً من الاسلحة النووية من مخلفات العهد السوفياتي. وقال ميشيل كان، محلل السياسات في معهد الشراكات من اجل الأمن العالمي: «على رغم الضجة التي تحيط بالتعهد، يطرح السؤال الحقيقي حول متى ستعلن ثلث الدول المتبقية التزامها بهذه المبادئ»؟ لقاء اوباما والرئيس الصيني على صعيد آخر، طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي، بأن تتبنى الولاياتالمتحدة «موقفاً موضوعياً ونزيهاً يميز بين الصواب والخطأ في ما يتعلق بالنزاعات الإقليمية في بحري الصين الشرقي والجنوبي، ويفعل المزيد للحض على إيجاد حلول مناسبة وتحسين الوضع، بعيداً من الانحياز إلى أحد الأطراف». وتخوض الصين نزاعاً مع بعض جيرانها، خصوصاً فيتنام والفيليبين، بسبب مطالب بأجزاء من بحر الصين الجنوبي الذي يرجح احتواءه ثروة من النفط والغاز. وتدعي الصين السيادة على البحر كله تقريباً الذي تعبره خطوط حيوية للملاحة البحرية. كذلك، ثمة نزاع منفصل بين الصين واليابان على مجموعة جزر صغيرة غير مأهولة في بحر الصين الشرقي. وفيما تراقب بقلق تحركات واشنطن لتعزيز تحالفاتها العسكرية في المنطقة، خصوصاً مع طوكيو ومانيلا، أمل شي بأن تعمق الصينوالولاياتالمتحدة تعاونهما العسكري، وتجريا مزيداً من التدريبات المشتركة للمساعدة في «منع أي سوء للفهم أو حسابات خاطئة». وأفادت وزارة الخارجية الصينية بأن «الرئيسين توصلا إلى عشرة اتفاقات، أحدها لوضع قواعد للأعمال العسكرية الآمنة في المجالين البحري والجوي بالمياه الدولية». وبرزت أخطار حادث محتمل في المنطقة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حين اضطر طراد أميركي مزود صواريخ موجهة إلى تنفيذ تحركات في بحر الصين الجنوبي لتفادي اصطدام بسفينة حربية صينية شاركت في دعم حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ». وكان الرئيس أوباما أبلغَ شي الإثنين أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى «تعزيز تفوقها الاقتصادي»، بعد كشف معلومات عن دخول شبكات لشركة «هواوي» الصينية للاتصالات.