وقَّعت 35 دولة أمس على اتفاق يعزز الأمن النووي ويدعم التحرك العالمي الذي يقوده الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنع وقوع المواد الخطرة في أيدي الإرهابيين. وفي بيان مشترك صدر على هامش القمة الثالثة للأمن النووي في لاهاي، تعهدت تلك الدول بالعمل معاً بشكل أوثق وتقديم «مراجعات دورية» لأنظمتها الحساسة للأمن النووي. وتعهدت الدول ومن بينها إسرائيل وكازاخستان والمغرب وتركيا ولكن ليس روسيا، بتطبيق المعايير المحددة في سلسلة من الإرشادات التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية المواد النووية. ووضع أوباما تحسين الأمن النووي على رأس أولويات سياساته الخارجية وقال في 2009 إن الإرهاب النووي هو «الخطر الأقرب والأشد على الأمن العالمي». وأقر فرانس تيمرمانس وزير خارجية هولندا الذي تستضيف بلاده القمة التي تشارك فيها أكثر من 50 بلداً، أن الأمن النووي لا يزال «مسؤولية قومية» إلا أنه قال إن التعاون الدولي الأوثق يمكن أن «يسهم مباشرة في الحيلولة دون أن تتحول المواد النووية إلى تهديد أمني». وقال رئيس الوزراء الهولندي في افتتاح القمة التي استمرت يومين إنه «يوجد 2000 طن من المواد التي يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة في العالم اليوم»، مؤكداً على أن «الأمن يجب أن يكون محل اهتمامنا الدائم». وأشاد المحللون بالتعهد المشترك إلا أنهم أعربوا عن قلقهم من عدم توقيع جميع الدول عليه وخاصة روسيا التي تمتلك مخزوناً كبيراً من الأسلحة النووية من مخلفات العهد السوفياتي. وقال مايلز بومبر الخبير في مركز جيمس مارتن في كاليفورنيا لدراسات الحد من الانتشار النووي إن البيان هو «أهم إنجاز للقمة». إلا أنه أضاف «نحتاج إلى توقيع باقي الأعضاء في القمة على التعهد خاصة روسيا ونحتاج إلى إيجاد سبيل لتحويل هذا إلى قانون دائم. وطبقاً لمسودة البيان الختامي فسيعمل القادة على خفض مخزون اليورانيوم العالي التخصيب الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل ذرية، وتحويله إلى يورانيوم أقل تخصيباً وأكثر أماناً. وهيمنت على القمة الأزمة في أوكرانيا حيث اجتمع أوباما بحلفائه من دول مجموعة السبع الإثنين لطرد روسيا من مجموعة الثماني وإلغاء قمة المجموعة التي كان من المقرر أن تُجرَى في مدينة سوتشي الروسية. وكانت أوكرانيا تخلَّت عن ترسانتها النووية التي ورثتها من الحقبة السوفياتية مقابل ضمانات من الغرب وروسيا بحماية سيادتها. وكانت أول قمة للأمن النووي عقدت في واشنطن في 2010 تبعتها قمة متابعة في سيئول، ثم القمة الحالية في لاهاي. وستستضيف واشنطن القمة النهائية في 2016.