واشنطن (الولاياتالمتحدة) – رويترز، أ ف ب - قال مسؤول في البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتجه إلى منطقة خليج المكسيك خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة. ولم يكشف عن تفاصيل بخصوص توقيت الزيارة المزمعة أو مكانها على وجه التحديد، لكن هدفها تفقد المناطق المنكوبة ببقعة النفط. وأعلنت ولايتا الاباما وميسيسيبي جنوبالولاياتالمتحدة، حالة الطوارئ لمواجهة بقعة النفط التي تقترب من سواحلهما بسبب تسربه من منصة غرقت في خليج المكسيك. وكانت ولايتا لويزيانا التي بلغت البقعة شواطئها مساء الخميس الماضي، ثم فلوريدا حيث ينتظر أن تصل غداً أعلنتا حالة الطوارئ التي تسمح لهما بالحصول على مساعدة من الحكومة الاتحادية لمواجهة كارثة طبيعية محتملة. واستنفرت الإدارة الأميركية طاقاتها سعياً إلى تفادي الأسوأ بعد أن وصلت بقعة النفط التي تسربت من منصة نفطية غرقت في خليج المكسيك، في 22 نيسان (أبريل) إلى شواطئ لويزيانا، منذرة بواحدة من أسوأ البقع السوداء في تاريخ الولاياتالمتحدة. وعقد بطلب من أوباما، اجتماع حضره أبرز الوزراء ومسؤولي البيئة ومن بينهم وزيرة الداخلية جانيت نابوليتانو ووزير الدفاع روبرت غيتس. وقال البيت الأبيض إن الهدف التأكد من تكريس الموارد الفيديرالية كلها لمواجهة الكارثة. واعتبرت الحكومة الأميركية البقعة النفطية كارثة وطنية، ما يتيح طلب المساعدة من كافة أنحاء البلاد. ووافقت وزارة الدفاع مساء الجمعة الماضي على نشر الحرس الوطني في لويزيانا، بعد طلب تقدم به حاكم الولاية بوبي جندال بنشر ستة آلاف من الاحتياطيين. وأعلن الحاكم انه سيستعان بالسجناء لتنظيف الشواطئ. ولامست أولى كميات النفط المتسربة من منصة «ديب ووتر هورايزن» مدفوعة برياح جنوبيةشرقية قوية مساء الخميس، مستنقعات قريبة من مصب المسيسيبي، أكبر أنهار الولاياتالمتحدة. ويتسرب 800 ألف ليتر من النفط من المنصة يومياً، لذلك يتوقع أن تتجاوز الكارثة حجم تلك التي أحدثتها عام 1989 ناقلة النفط «اكسون فالديز» وكانت الأسوأ في التاريخ الأميركي. وتقدر مساحة البقعة بأكثر من 1500 كيلومتر مربع ما يتجاوز مساحة لندن. وتشكل سواحل لويزيانا موطناً للحيوانات، لا سيما للطيور المائية، وتخشى الولايات الأخرى في المنطقة، أي فلوريدا والاباما وميسيسيبي، أن تصل البقعة النفطية الى شواطئها وتلوث مزارع السمك الأساسية لاقتصاداتها المحلية. وتهدد البقعة مئات الكيلومترات من سواحل جنوبالولاياتالمتحدة في لويزيانا وميسيسيبي والاباما وفلوريدا. وقال ناطقٌ باسم «بريتش بتروليوم» الجمعة إن الشركة تتحمل مسؤولية كاملة عن البقعة وستعمد إلى تنظيفها. وأضاف إن الشركة ستدفع تعويضات إلى المتضررين الذين يتقدمون بشكاوى قانونية. وقدمت الجمعة 8 شكاوى إلى محاكم المناطق المهددة وخصوصاً من قبل مهنيين يعملون في البحر ويتهمون الشركة النفطية البريطانية بالإهمال. وقالت ميلاني دريسكول من جمعية «اودوبون» المدافعة عن البيئة انه «أسوأ وقت بالنسبة إلى الطيور لأنه موعد التزاوج والتعشيش». وحوّل جزء من مياه الميسيسيبي في اتجاه المستنقعات بهدف دفع البقعة العائمة، كما قالت ويلما سوبرا من منظمة «اكشن نتورك» البيئية في لويزيانا. وأعلنت حال الطوارئ في فلوريدا وتحدث حاكمها تشارلي كريست عن «كارثة واسعة» تهدد الولاية التي تعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة. وطلب أوباما من إدارته تقريراً خلال ثلاثين يوماً حول ملابسات الحادث والتدابير التي يتوجب اعتمادها لتفادي مثله، وذكّر بان استغلال النفط ينبغي أن يجري «بطريقة مسؤولة». وأعلن مستشار الرئيس الأميركي ديفيد اكسلرود أمس أن الإدارة الأميركية لن تسمح بعمليات حفر نفطية في البحر قبل معرفة أسباب انفجار المنصة التي أحدثت البقعة. ويحاول البيت الأبيض تفادي كارثة مثل التي سببها الإعصار كاترينا في المنطقة ذاتها في 2005، نظراً إلى عجز «بريتش بتروليوم» عن وقف التسرب. وأعلنت هيئة التقويم المالية «فيتش ريتنغس» أن تنظيف البقعة يمكن أن يكلف ما بين بليونين وثلاثة بلايين دولار. واعتبر مكتب «اندرسن كيل أند اوليك» المتخصص في التأمينات البيئية انه يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نزاعات كثيرة ومعقدة في شأن طلبات التأمين المتعلقة بالبقع النفطية. وأوضح المكتب أن «بريتش بتروليوم» تدفع 500 ألف دولار يومياً في مقابل امتياز التنقيب في المنصة.