انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط الأربعاء الماضي، تظاهرات احتجاجية نظمها عدد من الناشطين الشباب، لمطالبة السلطات بخفض أسعار المحروقات. وطالب المشاركون في التظاهرة الحكومة بمراجعة أسعار المحروقات على غرار عدد من الدول المجاورة، التي أعلنت خفض أسعار هذه المواد نظراً لتدهور أسعارها على المستوى العالمي. ورفع المحتجون شعارات منها «كفاكم سمسرة وجشعاً»، ودعوا إلى مقاطعة المحروقات لتكون وسيلة ضغط على السلطات المعنية من أجل خفض سعرها الذي يؤثر ارتفاعه على أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية. وكان عدد من الشباب دعوا إلى هذه التظاهرة الأسبوع الماضي، وأطلقوا وسماً (هاشتاغ) في موقع «فايسبوك» بعنوان «ماني شاري كازوال» (لن أشتري مازوت أو بنزين)، للمطالبة بالمشاركة فيها، للضغط على الحكومة. وافتتح المحتجون صفحة في «فايسبوك» باسم الوسم، دعوا فيها إلى تظاهرة ثانية (اليوم) الأربعاء، وكتبوا: «موعدنا الساعة الخامسة عصراً من يوم الأربعاء المقبل، بتاريخ 27/1/2016، في كارفور مدريد، وذلك للإحتجاج ضد عدم تخفيض أسعار المحروقات.... فكونوا في الموعد». وقال وزير العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ، الخميس الماضي، إن الحكومة الموريتانية بحسب علمه لا تعتزم تخفيض أسعار المحروقات في الظروف الحالية. وردّ عليه محمد الأمين الفاظل، أحد المشاركين في الاحتجاجات، بالقول: «رد الناطق الرسمي باسم الحكومة على وقفة الأربعاء الماضي مستفز. (لا تخفيض لسعر المحروقات)، فردوا عليه في الأربعاء المقبل برد أكثر استفزازاً، أي بحضور أكبر للوقفة المقبلة». وفي مدينة زويرات (شمال)، نظمت مجموعة من شباب المدينة وقفة الأربعاء الماضي أيضاً، رافعين شعار الوسم الاحتجاجي المتداول، وقال منظمو الوقفة إنهم يتضامنون مع زملائهم في جميع أنحاء الوطن. وظهرت لوحة تم تداولها في «فايسبوك»، تُظهر أسعار البنزين في مختلف الدول العربية، وبدا بحسب الصورة أن موريتانيا حطمت الرقم القياسي بوصول سعر الليتر فيها إلى نحو دولارين، بينما لا يتجاوز سعره في دول المغرب العربي الأخرى 0.75 دولار. وذكر بيان وزعه المشرفون على حملة الاحتجاج أن «نهب خيرات الشعب والتلاعب بالأسعار لن يستمر»، معتبرين أن «السلطة تعودت نهب ثروات البلد من دون أي مقابل، وتتربح بشكل مفرط على حساب حياة الناس اليومية».