دان ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، مشاركة «ميليشيات معروفة القوات الأمنية في طرد تنظيم «داعش» من ناحية بهرز التابعة لمحافظة ديالى، وكان التنظيم سيطر عليها الجمعة الماضية. إلى ذلك، بدأ «داعش» خطوات عملية لإدارة شؤون الفلوجة بعد أيام على استعراض عسكري نظمه وسط المدينة، فيما جرت اشتباكات شديدة عند أطرافها أمس. واستنكر ائتلاف «متحدون»، مشاركة «ميليشيات مسلحة قوات الأمن حملتها في ناحية بهرز»، وأوضح في بيان أمس أن الائتلاف «يدين ويستنكر ويقف مع أي جهد وطني لمحاربة القاعدة وداعش، وهو في الوقت نفسه لا يمكن أن يوافق على استمرار نهج أمني قاصر عن استيعاب ما يحدث على أرض الواقع». وتابع: «ليس مقبولاً أن ترافق ميليشيات مسلحة قوات الأمن، أو تعمل في رعايتها، ولا يمكن أن يعدم إنسان أعزل أو تعلق جثته، أو يحرق مسجد أو دار أو محل لمواطن بريء». ودعت النائب عن ديالى غيدان كمبش البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في ناحية بهرز، وقالت خلال مؤتمر صحافي عقدته في ديالى أمس إن «بلدة بهرز تعيش وضعاً إنسانياً صعباً للغاية في ظل الأزمة الأمنية الخانقة التي تمر بها منذ أيام». وطالبت «بإعلان البلدة منطقة منكوبة والتحقيق في ملابسات الجثث المغدورة التي عثر عليها داخل المنازل التي أحرق العديد منها فيما دمرت 3 من دور العبادة». وأوضحت كمبش أن «ميليشيات متنفذة تقف وراء جرائم مروعة داخل بهرز ما زاد ألم ومعاناة الأهالي»، وطالبت وزارة حقوق الإنسان «بتشكيل لجان تحقيق وزيارة البلدة للوقوف على طبيعة معاناة الأهالي من اجل معاقبة من استباح دماء الابرياء ودمر دور العبادة»، وأشارت إلى أن «ما حدث تقصير واضح لا بد من معاقبة من يقف وراءه ومحاسبته وفق القانون». إلى ذلك، نجا محافظ ديالى عامر المجمعي وقائمقام بعقوبة وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، من محاولة اغتيال نفذها مسلحون يرتدون الزي العسكري وسط بعقوبة. وقال مصدر أمني إن «مسلحين يرتدون الزي العسكري فتحوا النار من أسلحة متوسطة امس، باتجاه موكب يضم محافظ ديالى وقائمقام بعقوبة وعدد من أعضاء مجلس المحافظة أثناء توجههم إلى ناحية بهرز، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين كانوا في مكان الحادث، فيما لم يصب أي من أعضاء الموكب بأذى». من جهة أخرى، قتل اثنان من الفوج الرئاسي وجرح أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بموكبهم في ديالى خلال توجههم إلى بغداد. وقال مصدر أمني إن الفوج الرئاسي «تعرض لانفجار عبوة ناسفة في منطقة قريبة من قضاء الخالص ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصره وجرح أربعة آخرين». وفي الفلوجة قال مصدر داخل المدينة ل «الحياة» إن عناصر «داعش» كثفوا وجودهم «داخل الأحياء السكنية والشوارع العامة منذ يومين بعد أن كانوا خلال الشهور الماضية على حدود المدينة». وأضاف إن التنظيم «فجر منزل قائد الشرطة السابق الذي لم يكن فيه أحد». وأضاف المصدر إن عناصر «داعش» يوزعون مساعدات غذائية «من خلال عدد من الجوامع أو من خلال سيارات جوالة. ووافق أخيراً على فتح عدد من الدوائر الخدمية، خصوصاً البلدية بعد تراكم النفايات والأوساخ في مداخل المناطق وفي الشوارع التي أدت إلى انتشار الأمراض بين السكان». وزاد إن المسلحين «أزالوا الحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش التي كانت منتشرة في الفلوجة». فضلاً عن ذلك، أقام التنظيم «محكمة شرعية خاصة بعناصرها وسجن فيه عدد من المطلوبين لديه، بينهم ضابط برتبة عقيد»، فيما أشار إلى أن «جميع الأسرى من الجنود تم قتلهم. وهناك هيئة من علماء الدين في جامع الفرقان تفصل بين المتخاصمين في قضايا السرقة والقتل الجنائي». في غضون ذلك، أكد مصدر عشائري في الفلوجة عن اندلاع اشتباكات شديدة بين الجيش والمسلحين في ناحية السجر المحاذية لمدينة الرمادي. وأوضح أن «السجر تقع على الخط السريع الذي يؤدي إلى الرمادي، وقد عزز الجيش فجر اليوم (أمس) قواته ولكن المسلحين يسيطرون على مناطق لا تبعد سوى 500 متر عن الخط السريع وأطلقوا النار على الأرتال».