شنّ إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة صلاة الجمعة أمس هجوماً حاداً على فوضى الفتاوى، وتصدي «جهلاء سفهاء» للفتوى من دون علم ولا تأهيل، «يخوضون في نوازل عامة وقضايا حاسمة ومهمة بلا علم ولا روية، يخبطون خبط عشواء، ويأتون بما يضاد الشريعة الغراء». وفي مكةالمكرمة، حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب في خطبة الجمعة أصحاب المال والاقتصاد من «أذية المسلمين باحتكار السلع ورفع الأسعار». وتوسّع في تحديد تعريف «الأذية» ليشمل الإعلام، إذ قال: «كم يتأذى عموم الناس بما يُعرض من مقروء ومُشَاهَد، مما يصادم الذوق العام، كما يصادم الفضيلة والفطرة». وقال: «إن من البلاء تصدّر أقوام للإفتاء أحدهم بين أهل العلم منكر أو غريب ليس له في مقام الفتوى حظ ولا نصيب، غرّهم سؤال من لا علم عنده لهم ومسارعة أجهل منهم إليهم». وأوضح أن «من الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده ما يفعله بعض من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة والأغراض الدنيئة الزائلة من التسرّع إلى الإفتاء بغير علم، والقول على الله تعالى بلا حجة، والإفتاء بالتشهي والتلفيق والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة، والتي لا تخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكبيرة وآثارها السيئة العظيمة على الإسلام وأهله».