أعلنت شركة «طاقة موروكو إنرجي» الإماراتية- المغربية أمس، إطلاق مشروع بناء مزرعة للطاقة عبر الرياح في منطقة ملوسة، شرق مدينة طنجة على البحر الأبيض المتوسط، لإنتاج 140 ميغاوات من الطاقة الحرارية الكهربائية المستخرجة من الطواحين الهوائية، وبكلفة 1.5 بليون درهم (150 مليون دولار). ويعتبر المشروع الأول من نوعه الذي تنفذه الشركة في مجال الطاقات المتجددة، بعدما بقي نشاطها لسنوات يرتكز على إنتاج الكهرباء عبر الوقود الأحفوري، خصوصاً الفحم الحجري المستورد. وتنتج الشركة نحو ثلث الحاجات المحلية من الكهرباء، خصوصاً في محطة الجرف الأصفر جنوبالدار البيضاء على المحيط الأطلسي. وتساهم الشركة بنسبة 30 في المئة من مواردها المالية في مشروعها الجديد في طنجة، وحصلت نحو 70 في المئة من التمويل عبر المصارف المحلية وشركاء آخرين ضمن صيغة «باور بورتشايزنغ أغريمنت» المعمول بها لإنتاج الطاقة النظيفة في المغرب. وأكدت أنها تدرس توسيع استثماراتها في مجال الطاقات المتجددة إلى مناطق أخرى، والتنويع بين مصادر مختلفة لزيادة حصتها في السوق المغربية، التي تمثل أكبر استثمار للطاقات المتجددة في المنطقتين العربية والأفريقية. وقال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران أمام البرلمان أول من أمس، إن «إجمالي مشاريع الطاقات المتجددة في المغرب يقدر ب40 بليون دولار بين عامي 2016 و2030، لإنتاج أكثر من 10 آلاف ميغاوات من الطاقات الكهربائية من الشمس والرياح والموارد المائية، كما ستُرفع حصة المصادر الجديدة من الطاقة الكهربائية إلى 43 في المئة عام 2020، و52 في المئة عام 2030، وستساهم الألواح الشمسية في إنتاج 15 في المئة من الكهرباء، ومزارع الرياح ب14 في المئة، ومثلها من مصادر المياه والسدود». وستدخل الخدمة قريباً محطة «نور 1» في وارزازات، وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بإنتاج سيصل إلى 500 ميغاوات عام 2019، تنجزها مجموعة «أكوا باور إنترناشيونال» السعودية. وستتبعها مشاريع أخرى في ميلت وبوجدور والعيون وعين بين مطهر، إضافة إلى طرفاية جنوب المحيط الأطلسي، حيث أنشأت مجموعة «نافيرا» المغربية الخاصة أكبر محطة للطاقة الريحية في أفريقيا بقدرة 310 ميغاوات. وبحلول العقد المقبل، سيتراجع اعتماد المغرب على المصادر الخارجية إلى أقل من 90 في المئة، ليصل إلى 82 في المئة عام 2030، في مقابل تبعية أجنبية كانت تقدر ب98 في المئة عام 2009، تاريخ إطلاق الملك محمد السادس خطة الطاقات المتجددة من مدينة وارزازات. وعلى رغم استفادة الرباط من تراجع أسعار النفط في السوق الدولية بنحو 60 في المئة، وانخفاض مصادر الطاقات الأحفورية، إلا أنه واصل ضخ استثمارات ضخمة في قطاع الطاقات المتجددة قدرت ب9 بلايين دولار في السنوات الأربع الماضية. وأكدت مصادر حكومية ل «الحياة، أن استضافة المغرب للدورة المقبلة لمؤتمر الإطراف في مراكش، اعتراف دولي في مجال مكافحة التغيرات المناخية وكسب رهان الطاقات المتجددة، التي ستعزز القدرات التنافسية للاقتصاد المغربي، وتساهم في تحسين معيشة السكان، وتنويع مصادر الطاقة وامتلاك الخبرة العلمية وجلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.