أسفرت اجتماعات اللجنة العليا السورية - الإيرانية عن وضع «خريطة طريق» تتضمن جدولاً زمنياً بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وأكد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري وجود «رغبة وإرادة» في البلدين للنهوض في العلاقات. واختتمت صباح امس اجتماعات اللجنة العليا في دورتها الثانية بتوقيع محضر الاجتماعات الذي يتضمن مجالات التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والمصرفي والجمركي والتخطيط والإحصاء والصناعة والكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات وتقانة المعلومات والصحة، اضافة الى التعاون الثقافي والتربية والتعليم العالي والزراعة والسياحة وتبادل الزوار والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب الفني والمهني والإسكان والتعمير والإدارة المحلية والداخلية والإعلام والبيئة والتعاون العلمي والبحثي والفني والشبابي. وأوضحت المصادر الرسمية السورية ان الجانبين اكدا في الجلسة الختامية على «تفعيل اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين اعتباراً من بداية حزيران (يونيو) المقبل، وتوسيع قوائم السلع التي تحظى بمعاملة تفضيلية، والاتفاق على دراسة اقامة مجمع صناعي ايراني في مدينة عدرا بهدف تطوير قطاع الصناعات الهندسية، ونقل التقانة والاستفادة من الخبرات الإيرانية في هذا المجال»، اضافة الى «الاتفاق على ايجاد الآليات الناظمة لتوريد الغاز الإيراني الى سورية لتلبية احتياجات المشاريع التنموية والاستثمارية، ودرس مشروع انشاء خط لنقل الغاز الإيراني مستقبلاً الى سورية»، و«توسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية من خلال تبسيط الإجراءات الجمركية وإجراءات عبور الترانزيت والشاحنات، ووضع جداول زمنية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتعزيز اللقاءات المتبادلة وعملية المتابعة المستمرة». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن رحيمي وعطري تأكيدهما صباح امس على «أهمية ما تمخضت عنه الاجتماعات والوقوف عند الاتفاقات السابقة وآليات تفعيلها بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الى مستوى العلاقات السياسية التي تربط البلدين الصديقين»، مضيفة انهما اشارا الى «الاتفاق على برامج تنفيذية زمنية تضع هذه الاتفاقات موضع التطبيق العملي بما يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات التي يسعى اليها الجانبان في الوصول الى رفع حجم التبادل التجاري الى خمسة بلايين دولار» بدلاً من 350 مليوناً حالياً. وتابعت «سانا» ان رئيسي الوفدين «اكدا ان ما تم التوصل اليه وتقويم ما تم تنفيذه خلال المرحلة الماضية على كل الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يؤكد متانة العلاقات والحرص على توسيع مجالات التعاون المستقبلي». وصرح نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري انه «تم وضع خريطة طريق واضحة ذات برامج زمنية محددة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من الجانبين من خلال تكثيف اللقاءات المستمرة على مستوى الوزراء والمدراء»، لافتاً الى اتفاق على تقديم ايران قروضاً ميسرة لتنفيذ مشاريع حيوية في سورية تشمل البنى التحتية الطرق والسكن الاجتماعي ومشاريع الصرف الصحي والطاقة الكهربائية. وزاد: «يتم حالياً اعداد الصيغ النهائية لإحداث مصرف ايراني في سورية سيسهم في تمويل عمليات تجارية واستثمارية مشتركة». وفيما قال الدردري ان محادثات اليومين الماضيين «تركزت على كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية لترقى الى مستوى العلاقات السياسية عبر قيام تكتل اقتصادي تنموي قوي يجمع بين سورية وإيران والعراق وتركيا»، اوضح وزير الإعلام محسن بلال ان توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» السورية و«مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية» يأتي في اطار التعاون والتنسيق الإعلامي بين البلدين. وأكد اهمية وجود «تكتل اعلامي اقليمي تكون ركيزته سورية وإيران وتركيا مفتوح على بقية الدول العربية والدول الصديقة في العالم التي تربطنا معها مصالح وأهداف مشتركة وتدعم قضايانا بهدف ايجاد فضاء اعلامي اوسع وبخطاب يعبر عن واقع المنطقة وأحداثها ومصالح شعوبها وتطلعاتها للعيش بسلام واستقرار وازدهار». وتزامن ذلك مع اتفاق سورية وتركيا وإيران والعراق أمس على «العمل معاً لحماية البيئة والغابات وإجراءات الحد من سحب الغبار وحرائق الغابات، وذلك خلال اجتماعات أجريت في انقرة للتعاون في مجالات البيئة والأرصاد الجوية». وقال وزير البيئة التركي فيسيل ايروغلو إن الدول الأربع اتفقت على وضع مسودة خطة عمل تمتد لسنتين في شأن هذه القضايا، كما سيتم إنشاء بنك لبيانات الأرصاد الجوية قبيل إقامة نظام للإنذار المبكر، وأن التعاون سيمتد لاحقاً ليغطي أيضاً الإمارات والأردن والسعودية وحتى دول شمال إفريقيا. وأفادت «سانا» ان بلال بحث مع مستشار الرئيس الإيراني علي أكبر جوانفكر «عمق العلاقات التي تربط سورية وإيران وضرورة الارتقاء بالتعاون الإعلامي الى مستوى العلاقات المتميزة بينهما على المستويات المختلفة بما يخدم مصالح البلدين والمنطقة»، وأن الجانبين «بحثا فكرة انشاء تكتل إعلامي إقليمي يجمع بين وكالات سانا السورية وإرنا الإيرانية والأناضول التركية، لتكون نواة لتجمع اعلامي مفتوح على الدول العربية بهدف خلق فضاء اعلامي قادر على مواجهة التحديات الإعلامية المتمثلة في التدفق الأحادي للمعلومات من الشمال الى الجنوب، اضافة الى مواكبة الرؤية الاستراتيجية في إقامة تكتل اقتصادي يجمع دول المنطقة ويخدم مصالح شعوبها».