تظاهر نحو أربعين ألف شخص اليوم (الأحد) في العاصمة المولدافية كيشيناو، مطالبين بانتخابات مبكرة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تغرق في أزمة سياسية منذ نحو عام. وقال أحد زعماء المعارضة أندري ناستازي أمام الحشد الذي تحدى البرد القارس «الشعب معنا: إنه لا يريد تأييد السلطات المجرمة». وأعرب المتظاهرون الذين ينتمون إلى اليسار واليمين، وبينهم من يوالي روسيا في مقابل من يؤيد أوروبا، استياءهم الشديد من الفساد الذي ينخر السلطة ومن نفوذ المتمول فلاد بلاهوتنوك الذي يتحكم في عمل الحكومة على قولهم. وكان مقرراً تنظيم تجمع أخر تأييداً للسلطات، لكنه ألغي خشية اندلاع مواجهات بين المعسكرين. وتشهد مولدافيا الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا والتي تعد 3.5 ملايين نسمة أزمة سياسية منذ نيسان (أبريل) الماضي، مع «اختفاء» نحو بليون دولار (915 مليون يورو) من النظام المصرفي، ما يوازي 15 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي. وأدت هذه الفضيحة إلى اعتقال رئيس الوزراء السابق فلاد فيلات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للاشتباه باختلاسه 250 مليون دولار. وعينت الأربعاء الماضي حكومة جديدة هي الثالثة في أقل من عام، لكن ذلك أدى إلى تأجيج الحركة الاحتجاجية. وحاول معارضون اقتحام البرلمان لوقف حفل تنصيب الحكومة الجديدة، ما دفع الاتحاد الأوروبي للدعوة إلى الهدوء. وينظر إلى مولدافيا بوصفها ساحة مواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وخصوصاً منذ وقعت العام 2014 اتفاق شراكة مع الاتحاد، ما أثار استياء موسكو. و78 في المئة من سكان هذا البلد من أصل روماني، في حين تشكل الأقليتان الروسية والأوكرانية نحو 14 في المئة.