يخيّم شبح الأزمة الأوكرانية على انتخابات نيابية نظمتها مولدافيا أمس، وهي جمهورية سوفياتية سابقة منقسمة بين دخول الاتحاد الأوروبي والانضمام الى اتحاد جمركي تقوده روسيا. ودُعي حوالى 3.1 مليون ناخب الى التصويت لانتخاب 101 نائب في البرلمان لولاية مدتها اربع سنوات. ويتنافس نحو 20 حزباً في الانتخابات، علماً بأن استطلاعات الرأي تمنح الأحزاب الثلاثة المؤيدة لأوروبا والتي تشكّل الائتلاف الحاكم، نحو 40 في المئة من الأصوات، ونسبة مشابهة للأحزاب المؤيدة للانضمام الى الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو، والمعارضة لاتفاق شراكة أُبرم هذه السنة بين مولدافيا والاتحاد الأوروبي. واعتبر رئيس الحزب الاشتراكي إيغور دودون أن «الاتفاق مخالف لمصالح مولدافيا»، مضيفاً: «سنتوصل إلى إلغائه وسننظم استفتاءً بعد ذلك. على الشعب أن يقرر هل يفضّل التكامل مع الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الجمركي مع روسيا». وكانت روسيا منعت بعد مصادقة شيسيناو على اتفاق الشركة، استيراد الفاكهة واللحوم من مولدافيا، بحجة «مخالفتها المعايير الصحية»، وعلّق وزير الزراعة المولدافي فاسيلي بوماكوف: «ندرك أن الحظر فُرِض لإجبار مولدافيا على التخلي عن سياسة التكامل مع أوروبا». موسكو التي دعمت سراً إعلان استقلال منطقة ترانسدينستريا الانفصالية المولدافية أحادياً عام 1990، انتقدت منع حزب «الوطن» الموالي لها من المشاركة في الانتخابات، لاتهامه بتمويل حملته الانتخابية من الخارج. أوكرانيا في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الأوكرانية أن قافلة من 106 سيارات دخلت شرق البلاد آتية من روسيا، من دون موافقة كييف التي اتهمت موسكو مجدداً باستغلال شحنات المساعدة الإنسانية لإرسال أسلحة وذخيرة إلى الانفصاليين. إلى ذلك، أوردت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن والدة ألمانية قُتلت في تحطم الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا في تموز (يوليو) الماضي، رفعت دعوى على كييف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ. وأُسقطت الطائرة بصاروخ فوق أراض يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا، ما أدى الى مقتل ركابها ال298. وتتهم كييف والغرب موسكو بتسليم الانفصاليين الصاروخ الذي أسقط الطائرة، لكن روسيا تنفي، محملةً القوات الأوكرانية المسؤولية. وأشارت الصحيفة إلى أن والدة الضحية الألمانية ادعت على الدولة الأوكرانية «الأسبوع الماضي»، مطالبة بتعويضات قيمتها 800 ألف يورو، بسبب الإهمال. واتهمت المدعية الحكومة الأوكرانية بأنها لم تُغلق مجالها الجوي، إذ لم ترغب في خسارة عائدات رسوم التحليق فوق أراضيها، قدّرتها «بيلد» بملايين الدولارات شهرياً. يأتي ذلك بعد حظر السلطات الأوكرانية رحلات كل شركات الطيران الروسية ورحلات شركة أوكرانية المتوجهة إلى دنيبروبتروفسك وخاركيف، وهما مدينتان كبيرتان شرق أوكرانيا قريبتان من مناطق الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال رئيس جهاز الطيران في أوكرانيا دينيس أنطونيوك، إن «الرحلات ممنوعة على الشركات الروسية إلى خاركيف ودنيبروبتروفسك لأسباب أمنية». ويشمل الحظر أيضاً شركة «دنيبروافيا» الأوكرانية التي تسير رحلة بين موسكو ودنيبروبتروفسك. وتوقفت منذ أشهر الرحلات الجوية الى مدينتَي دونيتسك ولوغانسك اللتين يسيطر عليهما المتمردون.