بحث الرئيس بشار الاسد امس مع نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي في اهمية اقامة «تكتل اقتصادي اقليمي» يجمع دول المنطقة... ويسهم في تعزيز الامن والاستقرار» فيها. ونوه رحيمي بموقف دمشق «الداعم لحق إيران في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية». وكان الاسد استقبل نائب الرئيس الايراني الذي يزور دمشق للمشاركة مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي تنتهي اعمالها اليوم بتوقيع برامج واتفاقات تعاون. وأفاد ناطق رئاسي سوري بأن لقاء الاسد ورحيمي «تركز على التطور الذي تشهده العلاقات السورية - الإيرانية على المستويات كافة، وبخاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وجدول أعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المشتركة وسبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين الصديقين والارتقاء بحجم التبادل التجاري وإزالة المعوقات التي تحد من ذلك». وقال الناطق ان اللقاء تناول ايضاً «أهمية العمل على إقامة تكتل اقتصادي إقليمي يجمع دول المنطقة ويحقق الرخاء لشعوبها ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار فيها». وأضاف ان ان الاسد ورحيمي «عرضا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وبخاصة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق»، وأن نائب الرئيس الايراني «اعرب عن تقدير بلاده لمواقف سورية الداعمة لحق إيران في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية». وفي طهران، نقلت «وكالة الانباء الايرانية» (ارنا) عن رحيمي تأكيده خلال زيارته دمشق «ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ايران وسورية»، داعياً الى رفع مستوى التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين البلدين الى خمسة بلايين دولار سنوياً بدل 350 مليوناً حالياً. وقال ان علاقات طهرانودمشق بدأت مع انتصار الثورة الاسلامية العام 1979 وتشهد المزيد من الازدهار يوماً بعد يوم، معلناً ان ايران لا ترى اي حدود لتطوير علاقاتها مع سورية وهي عازمة على رفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبعدما نوه رحيمي ب «المواقف الحكيمة» للرئيس الاسد من ايران، خصوصاً ازاء الانشطة النووية السلمية الايرانية، اکد ضرورة تطوير العلاقات الاقليمية وإيجاد السبل المناسبة لرفع مستوى العلاقات بين ايران وسورية والعراق وترکيا. وقال عطري لدى استقباله رحيمي الذي التقى ايضاً نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ان «التعاون الوثيق بين سورية وايران اخذ ابعاداً كبيرة جداً وشمل كل القطاعات الاستراتيجية كالطاقة والكهرباء والنفط والصناعة والبنى التحتية». وبحثت الاجتماعات التمهيدية بين الجانبين في سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية وإمكان تشغيل خط جوي بين شركتي الطيران لنقل المسافرين بين دمشقوطهران وربط ذلك بكراكاس و «الاسراع» بربط سكك الحديد بين سورية والعراق وايران وتسهيل النقل بينها. وتنفذ شركات ايرانية نحو 46 مشروعاً بقيمة تتجاوز 1.5 بليون دولار. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر ايرانية قولها ان سورية وإيران وفنزويلا تنوي اقامة مصفاة لتكرير النفط بطاقة تصل الى 140 الف برميل يومياً بتمويل مشترك. وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) ان محادثات رحيمي جاءت بعد زيارة نجاد لدمشق نهاية شباط (فبراير) الماضي تم التأكيد خلالها على تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات وتم التوقيع على اتفاق إلغاء سمات الدخول بين البلدين. كما تلقى نجاد في 17 الشهر الجاري رسالة من الرئيس السوري عن «العلاقات الأخوية بين سورية وإيران وتطورات الأوضاع في المنطقة» نقلها وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته طهران. وعقد الاجتماع السابق للجنة المشتركة في طهران في بداية آذار (مارس) العام الماضي، حيث جرى توقيع خمسة اتفاقات وبرامج تعاون. الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان رحيمي سيلتقي رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل وقادة المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها قبل ختام زيارته بعد ظهر اليوم. وقال ل»الحياة» زياد نخالة نائب الامين العام ل»الجهاد الاسلامي» ان رحيمي استقبل وفدا من الحركة برئاسة الامين العام رمضان عبد الله شلح الذي وضع نائب الرئيس الايراني «في ضورة الوضع الفلسطيني والمشاكل التي يواجهها سواء لجهة الحصار على قطاع غزة او الوضع السياسي». وزاد نخالة ان رحيمي جدد «وقوف ايران الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني».